لغة المستقبل

لغة المستقبل

صور بالأرقام لا بالأفلام

هل تعرف ماذا تعني كلمة كاميرا? إنها مشتقة من اللغة اللاتينية وتعني الحُجرة المظلمة (Camera Obscura) لأن مهمة التصوير هي حجب الضوء والتحكم فيه لالتقاط حد معين منه نسمح له بالدخول داخل هذه الحجرة المظلمة والتي بداخلها شريط حساس للضوء يسمى فيلم, وعندما يتأثر هذا الفيلم بالضوء فإننا نقوم بمعالجته في مواد كيماوية خاصة لإظهار ما عليه, ثم تثبيت المناطق التي تأثرت بالضوء فيه من خلال فتحة العدسة المركبة في مقدمة الكاميرا.

لذلك, فإننا عندما نقوم بالتصوير الفوتوغرافي (الضوئي) العادي باستخدام الأفلام تتكون هذه العملية مما يلي:

كاميرا بها فيلم - التقاط الصورة - استخراج الفيلم - تظهير الصورة باستخدام محاليل كيماوية - تثبيت الصورة باستخدام محاليل أخرى - طباعة الصورة على ورق خاص يتأثر بالضوء.

ماذا تعني صورة رقمية?

إن الصورة الرقمية يمكن تصورها ببساطة بعدد من الصفوف والأعمدة الكثيرة جدا, كل صف يحتوي على عدد من النقاط كذلك فإن كل عمود يتكون من عدد من النقاط أي إنها تشبه شبكة كبيرة ذات فتحات كثيرة تشبه ورقة الرسم البياني, التي تستخدمها بالمدرسة للرسم الهندسي, لذلك فإن كل نقطة على الصورة لها مكان خاص بالنسبة للطول أو العرض, هذه النقاط تسمى بكسل (Pixel) فإذا قلنا إن كثافة نقاط الصورة 640 * 480 فإن 640 تعني عدد النقاط على المحور الأفقي (العرضي) للصورة, و480 تعني عدد النقاط على المحور العمودي (الرأسي).

ولذلك فإنه كلما زادت النقاط زادت معها درجة وضوح الصورة, ولكن كيف يتم الاحتفاظ داخل الكاميرا الرقمية بهذه البيانات?

الكاميرا الرقمية.. كيف تعمل:

الكاميرا الرقمية مزودة بلاقط (Sensor) يحول الضوء إلى شحنات كهربائية, ثم تنتقل هذه الشحنات في رتل أفقي من البكسلات إلى الرتل الأفقي التالي, نزولاً إلى أسفل مصفوفة البكسلات, ويتألف جهاز توصيل الشحنة من خلايا حساسة للضوء, هي التي تتولى تحويل الضوء إلى الكترونيات, فكلما زاد الضوء زادت الشحنة الكهربائية, التي تتجمع في هذه الخلايا, ثم تقوم الكاميرا بقراءة قيمة الشحنة في كل خلية للصورة, حيث يتولى محول خاص نقل الشحنة وتحويلها من إشارة تماثيلة إلى رقمية, فهو الذي يعطي لكل بكسل قيمة رقمية, أما عملية التقاط الألوان فتعتمد على فلاتر (مرشحات) لفصل الضوء إلى عناصره الأساسية, وتسمى هذه العناصر (الفوتونات), والتي تتحول إلى قيم رقمية أيضًا.

يجب أن تعلم أيضا أنه كلما زاد عدد البكسل للصورة زاد حجم ملفها الإلكتروني, فمثلاً الصورة بكثافة نقطية 640 * 480 التي تحتوي على 307200 بكسل فإنها تولد ملفا بحجم 900 كيلوبايت قبل ضغطه.

كيف تحكم على مدى دقة صور الكاميرا الرقمية?

الأمر غاية في البساطة, لأنك إذا كنت ترغب في معرفة أكبر قياس يمكنك طباعته من الصور الرقمية فهناك المعادلة التالية:

(بالإنش Inch)

4 × الجذر التربيعي لعدد الميجابكسل = طول الصورة المطبوعة.

مثال: لدينا كاميرا رقمية ذات دقة بقياس 4 ميجابكسل.

فإن طول الصورة المطبوعة بجودة من هذه الكاميرا هو 8 إنش.

4 × 2 (الجذر التربيعي لعدد 4 ميجابكسل) = 8 إنشات أي 20.3سم, لذلك فإنه كلما تم تصغير حجم الصورة المطبوعة تزيد كثافتها النقطية (عدد البكسلات) وتصبح أكثر جودة.

مزايا وعيوب التصوير الرقمي

الصور الرقمية تمتاز بسهولة الحفظ والاسترجاع, لا تبلى مع مرور الزمن, سهلة النشر في المجلات والصحف, وشبكة الإنترنت سواء في المواقع أو من خلال البريد الإلكتروني, كما أن طباعتها تعطي إمكانات كثيرة لتعديلها ببرامج معالجة الصور وتصحيح الألوان بها وإظهارها بصورة جميلة وأنيقة, أما عيوبها فهي ارتفاع تكلفة الكاميرا الرقمية ذات الجودة (الكثافة النقطية العالية) وهي 4 أو 5 ميجابكسل, كما أنها تفتقر إلى أنواع مختلفة من عدسات التصوير, لذلك سيظل لكل من عالمي التصوير الفوتوغرافي أو الرقمي هواته وناسه الذين يحبونه ويفضلونه على غيره.

 


 

أحمد عبدالعال