علي والنمر.. ترجمها.. شعبان مصطفى قزامل

علي والنمر.. ترجمها.. شعبان مصطفى قزامل
        

ترجمها: شعبان مصطفى قزامل
رسوم: رأفت محيي الدين محمدي

          ذات يومٍ كان «علي» يمشي في الطريقِ، فسمع صوتًا عاليًا يقول: «جرررر! جررر! جرررر». التفت علي حوله، فرأى نمرًا محبوسًا داخل قفص.

          قال النمر: «آه.. أنا وقعت في هذا الفخِ.. أرجوك ساعدني لكي أخرج منه». قال عليّ: «إذا ساعدتك لتخرجَ سوف تقتلني وتأكلني». قال النمر: «لا.. لا.. لن أفعل. أنا لم أفعلْ مثل هذا الفعل السيئ أبدًا.. من فضلك ساعدني لأخرج». فتح عليٌ بابَ القفص، فخرج النمر، وأمسك عليًا وهو يقول: «أنا لم آكل منذ عدة أيام في هذا القفص.. والآن سوف آكلك». قال علي: «لكني ساعدتك لتخرج.. إنك لا تستطيع فعلَ هذا الشيء القبيح. وسوف يقول الجميعُ عنك إنك نمر خائن إذا فعلت مثل هذا الشيء».

          قال النمر: «لا، لن يقولوا.. سوف يقولون إنني على حق، وإنني طيب، وسوف نسأل أول أربعة نقابلهم، إذاقال واحد منهم إنك على حق فلن آكلك». 

          مشى الاثنان في الطريق، ورأيا ثورًا، فذهبا إليه وأخبراه بقصتهما، ثم قال النمرُ للثور: «والآن.. هل يحق لي أن آكل عليًا؟ قل ما تعتقد».

          فقال الثورُ: «أنا لا أعرف إذا كان ذلك حقًا لك أم لا، لكن الناس يفعلون أشياء مثل ذلك، فأنا عملت عند رجل لعدة أعوام، وعندما كبرت ولم أستطع العمل قال لي: لقد كبرت جدًا على العمل، والآن سوف أذبحك.. لذلك أعتقد أن النمر على حق».

          واصل الاثنان المشي، فرأيا دجاجةً تجلس فوق التراب، كانت الدجاجة تبدو حزينة، فاقترب عليّ منها وأخبرها بالقصة، وقال لها: «الآن.. هل يحق للنمر أن يأكلني.. قولي ما ترين».

          قالت الدجاجة: «لمدة ستة أعوام وأنا أضع البيض وأعطيه للمرأة، لقد رقدتُ طويلاً على البيض، ثم أخذت أطفالي الكتاكيت، والآن تقول لي: لقد كبرت، وأصبحت لا تستطيعين وضع بيض كثير. سوف أذبحك وآكلك.. لهذا أعتقد أن النمر يجب عليه قتلك يا عليّ.. إن ذلك هو الحقُ.. والآن دعني اذهب بعيدًا، فأنا حزينة للغاية». 

          مشى الاثنان وجاءا إلى شجرة فاكهة، أخبرها عليّ بالقصة، وقال: «هل يحق للنمر أن يقتلني؟» قالت الشجرة: «منذ عدة أعوام وأنا أعطي فاكهتي لصاحبي.. لكنه الآن يقول: أيتها الشجرة.. أنت عجزت وكبرت.. ولا تعطيني فاكهة طيبة،لذلك سوف أقطعك وأحرقك.. لهذا فأنا أرى أن ذلك حق».

          النمر إذن سوف يأكل عليًا.

          قال النمر لعليّ: «لقد سمعت ماذا قالوا، لذلك فأنا سوف آكلك».

          فقال عليّ: «أنت قلت أربعة من المخلوقات، لكننا سمعنا ثلاثة، ها هو القرد «مونيت» سوف نسأله». قال النمر: «القرود يعرفون كل شيء، وسوف يعرف أني على حق».

          حكى عليّ الحكايةَ للقردِ «مونيت»، فقال القرد: «قل لي القصة مرة ثانية».

          قال عليّ القصةَ مرةً ثانية، ثم سأل القرَد: «ماذا ترى؟ هل للنمر أن يأكلني؟ هل هذا من حقه؟» قال القرد «مونيت»: «أنا لا أفهم شيئًا.. أنا لا أعرف ماذا تقول؟».

          فقال النمر للقرد: «قل لي إنني على حق، قل إنه من العدل أن آكل عليًا».

          قال القرد: «أنا لا أستطيع أن أقول شيئًا، لأنني لا أفهم».

          قال النمر: «ما الذي لا تفهمه؟».

          قال القرد: «أنا لا أفهم كيف يقع نمرٌ كبيرٌ مثلك في هذا القفص!!». 

          قال النمر:

          -  «تعالَ.. وأنا أريك».

          وذهبوا إلى القفصَ، ثم دخل النمرُ القفصَ، وقال: «إن هذا هو الذي حدث».

          فأغلق القرد «مونيت» بابَ القفصِ بسرعة، وقال: «أنتما أحمقان.. أنت أحمقُ يا عليّ، لأنك ساعدت النمرَ ليخرج، والنمرُ كان أحمق، لأنه وقع في القفص، كل النمور حمقى، وكل الرجال حمقى.. القرود ليسوا حمقى.. إنهم يفهمون كل شيء».

 


 

مايكل ويست