أدباء الغد

أدباء الغد
        

يا له من...!

          هذه القصة لم تحكها لي جدتي أو أي شخص آخر. ولكنني عشتها شخصيًا.

          كان ذلك في أحد أيام الصيف الحارة، بينما أتجول في الحديقة العمومية مع صديقاتي، جلسنا نستريح من عناء السير وأخذت مريم تثرثر كعادتها بالأخبار والأسرار والأخريات يسمعنها بملء آذانهن. أما أنا، فلم أكن أحب سوى أن أتمشى وحدي وأملأ رئتي بعبير الأزهار. وكأن الفرصة سنحت لي فأخذت أتجول وحدي مبتعدة عن الفتيات. وفجأة - لا أدري كيف حدث هذا - لكن الأرض انشقت وابتلعتني! لم أستفق من دهشتي وذهولي إلا بعد أن وجدت نفسي في عمق البحر! لكن أنفي اختفت وظهرت مكانها خياشيم تمكنني من التنفس تحت الماء!

          تذكرت صديقاتي وندمت على تركهن. يا ليتني معهن الآن! وبينما أنا على هذه الحال، اقتربت مني سمكة كبيرة ذات حراشف ذهبية لامعة. حيتني بابتسامة واسعة بعثت الطمأنينة إلى قلبي.

          وأشارت إليّ بأن أتبعها ففعلت. ومازلنا سائرين وأنا أسبّح لله تعالى إعجابًا بمخلوقات البحر المتنوعة، حتى دخلنا قلعة كبيرة بها أناس مثلي. ولكنهم نصف آدميين ونصف أسماك!

          ثم ولجنا (دخلنا) غرفة أنيقة واسعة. وأخيرًا تكلمت السمكة - بعد أن تحولت إلى حورية جميلة وظهر على رأسها تاج ذهبي مرصّع بالجواهر أهلاً بك في مملكتي وهذه هي غرفتك الجديدة.

          وكأنني لم أبال بكلامها. أجبتها ببرود: أنا لست حورية. أنا إنسان ويجب أن تطلقي سراحي لأعود إلى بيتي. ابتسمت الحورية ابتسامة ماكرة ونادت على حراسها: إذن سوف تموتين. ها! ها! ها! ثم تحولت الحورية إلى عنكبوت ضخم والحراس إلى ثعابين لاسعة. أما القلعة. فاختفى جمالها وأحيطت بالأشواك!

          أخذت أصرخ طالبة النجدة. ففتحت عيني المرتعبتين لأجد مريم وهي تقول لي:

          استيقظي يا عزيزتي. انتهى وقت الأحلام وحان وقت العودة.

الوزاني أمال / المغرب

القناص

قَدْ لمعتْ عيناهُ بالعزْمِ انتفضتْ يُمناهْ
في هدوءِ الليلْ
منْ هوَ الصامدُ المغامرُ في وَجْه السّيلْ
يُبْعد عنْ عينيه الرّاحة
يتحدّى خصمه في الساحة
يرْمي ويُصيبُ الأهدافْ يسعى دومًا لتحقيق الإنصافْ
وخيالُ أبيه في الأحلامْ
يوقظُ في القلبْ الحسّاسْ حبَّ الخيرِ لكلّ الناسْ
مهما كان الثمن من الصّعاب
سيظلّ البطلْ القناصْ بكلّ الصبر والإخْلاصْ
يعملُ باجتهادْ... وعلى أهبة الاستعدادْ
يرمي ويُصيبُ الأهدافْ
يسعى دومًا للإنصاف

جميل محمد الهادي - الجزائر