العم أرنب!

العم أرنب!
        

ترجمتها عن الإسبانية د. نادية جمال الدين

          يحكى أن العم «ذئب» والعمة «ثعلبة» كانا مجتمعين من أجل إيجاد حل للتخلص من العم «أرنب» لأنه كان بكل صراحة لا يتركهما يعيشان في هدوء بسبب كم الأفعال الشنيعة والمقالب السيئة التي كان يحيكها لهما يوميًا دون أن يستطيعا الانتقام منه بأي طريقة بالرغم من كثرة من كان يطارد الأرنب الشرير.

          كانا في ذلك اليوم يعددان المساوئ التي عانيا منها بسبب «الأرنب» وكان كل هذا يملأهما بالغضب. ففي مرة سلخ بالماء المغلي العم «ذئب» الذي حبسه في صندوق به فتحات عندما كانت كلاب العم «إنسان» تطارده، ومرة أخرى قام لكي يذهب إلى حفل، باستغلال العمة «ثعلبة» فامتطاها كالحصان وركلها مهمازين وخزاها بشدة. عمومًا، لم يكن بوسعهما احتماله أكثر من ذلك. كما أنهما لم يحققا شيئًا من شكواهما إلى ملك الحيوانات وكان ما يفعله العم «أسد» هو الضحك من الشكاوى محتفيًا بمقالب «الأرنب».

          هكذا، أخذا في دراسة خطة واتفقا على عمل مقلب كبير في العم «أرنب» وهما واثقان من أن هذا الأخير سوف يقع في الفخ الذي سينصبانه له.

          وقد اتفقا على أن تذهب العمة «ثعلبة» إلى بيتها وترقد في سريرها وتفتعل الموت، وسيقوم العم «ذئب» في نفس اللحظة بالخروج لإعلان النبأ وعندما يعلم به العم «أرنب» فسوف يدفعه فضوله المعهود فيه إلى رؤيتها وهناك يمسكان به ويقتلانه.

          وبالفعل وصلت العمة «ثعلبة» إلى بيتها ورقدت في سريرها وبقيت بلا حراك كما لو كانت قد فارقت الحياة. ذهب العم «ذئب» وعلا بصوته حول جحر العم «أرنب» كي يسمعه وأخذ يصيح أووو تتووو تتووو...، أووو تتووو تتووو، أوووتتووو تتوو... أعلن للجيران الطيبين أن العمة المسكينة «ثعلبة» قد ماتت وندعوكم لحضور الجنازة.

          سمع العم «أرنب» بالطبع، وخرج مسرعًا ليستطلع الأمر. ولكنه ما إن وصل إلى باب العمة «ثعلبة» الذي كان مواربا، ورآها ممددة فوق سريرها، حتى أخذ يراقبها بمكره المعتاد فساوره الشك في أنه ليست هناك وفاة وهو مدرك مدى غباء العمة «ثعلبة».

          - لقد أخبرت بأن العمة المسكينة «ثعلبة» قد ماتت ولكنني الآن ولحسن الحظ، قد تيقنت بأن الأمر يتعلق بكذبة كبيرة. لأنه عند موت «ثعلبة» فإنها تنفض رجلها اليمنى، ورجل صديقتي هنا ساكنة.

          ما إن سمعت العمة «ثعلبة» قول العم «أرنب» حتى حركت رجلها التي ذكرها في نفس الوقت. عندئذ انطلق «الأرنب» مسرعًا وهو يطلق قهقهة ويصيح: العبيها على غيري يا صديقتي «ثعلبة»، فأنا كبرت على الخداع وصارت لي أسنان!