الشمس.... أشهر النجوم

          الفضاء مليء بمليارات الأجرام السماوية والنجوم، ولكن أشهر هذه النجوم الشمس، ليس فقط لقربها من الأرض، ولكن لأنها تلعب دورًا فريدًا في حياتنا فضوؤها وحرارتها ضروريان لاستمرار الحياة على كوكبنا.

نجم الشمس.....

          تبعد الشمس عن الأرض 150 مليون كيلومتر، وهي ليست جرمًا صلبًا كالأرض، بل كرة غازية ضخمة تبلغ درجة حرارة سطحها من 4 آلاف إلى 6 آلاف درجة مئوية، وحرارة باطنها 15 مليون درجة مئوية وجاذبيتها أكثر 28 مرة من جاذبية الأرض، ويبلغ نصف قطرها 696 ألف كيلومتر، وهي تدور حول محورها في 25 يومًا تقريبًا، واتجاه دورانها هو نفس اتجاه دوران الكواكب السيارة، وتدور حول المجرة التي تنتمي إليها، وهي سكة التبانة في 225 مليون سنة، وقد قسم العلماء الشمس إلى ست كرات متحدة المركز هي القلب، الغلاف الإشعاعي، طبقة الحمل الحراري، الغلاف الضوئي، الغلاف الملون  والتاج الشمسي ويقدر عمر الشمس بحوالي 4.5 مليار سنة.

ماذا يحدث في قلب الشمس؟

          يمثل قلب الشمس 10% من كتلتها ودرجة الحرارة به 15 مليون درجة مئوية، وهو ذو ضغط هائل لذلك يحدث فيه انفجارات نووية حرارية تشبه التفجيرات التي تحدثها القنبلة الهيدروجينية، ويتحول الهيدروجين إلى هيليوم وفي كل ثانية في قلب الشمس تتحول 4 أطنان من الهيدروجين إلى هيليوم، وينبعث من قلب الشمس العديد من الأشعة الكهرومغناطيسية مثل الأشعة تحت الحمراء وفوق البنفسجية، وأشعة الراديو، وأشعة إكس وأشعة جاما، وبعض هذه الأشعات له تأثير مدمر على الكائنات الحية، ولكن الغلاف الجوي للأرض يحميها من الأشعة الضارة.

الثورات الشمسية...

          تحدث هذه الثورات في الغلاف الملون للشمس، وهي تبدو عند رصدها على شكل إضاءات ساطعة تأخذ أشكالاً برّاقة ثم تختفي خلال دقائق، وعندما يحدث الثوران الشمسي يتضاعف انبعاث الأشعة فوق البنفسجية، كما يضطرب المجال المغناطيسي للأرض مما يؤثر على شبكة الاتصالات اللاسلكية والأقمار الاصطناعية، وفي أعقاب الثوران الشمسي تندفع خارج الغلاف الملون ألسنة وأقواس مضيئة هائلة إلى مسافات بعيدة، وتسمى هذه الظاهرة بالمقذوفات الغازية الشمسية، وتم تصوير هذه الظاهرة لأول مرة عام 1973 بواسطة محطة اسكاي لاب الفضائية الأمريكية.

كسوف الشمس....

          هو أكثر الظواهر الكونية الطبيعية، التي نعرفها، ويحدث عندما يكون الأرض والقمر والشمس على خط مستقيم واحد، وعندما يغطي قرص القمر قرص الشمس كاملاً يسمى الكسوف الكلي للشمس، وعندما يكون القمر منحرفًا عن قرص الشمس يسمى الكسوف الجزئي للشمس، ومع التقدم العلمي الكبير يمكن معرفة موعد حدوث الكسوف باليوم والدقيقة والثانية، ويحدث كسوف الشمس مرة كل 3 أو 4 سنوات في مناطق مختلفة من العالم، وتحدث في المكان نفسه مرة كل 200 سنة، وفي يوم 29 مارس 2006 حدث كسوف كلي للشمس شاهدناه في أربع قارات، وهو رابع كسوف في القرن الحالي، وقد بدأ الكسوف مع شروق الشمس في البرازيل، واستمر عابرًا للمحيط الأطلنطي إلى النيجر ونيجيريا وتشاد ثم واو الناموس في ليبيا، واستمر في مدينة السلوم المصرية لمدة 3 دقائق  و58 ثانية، وأثناء حدوثه أمكن رؤية كوكبي عطارد والزهرة بالعين المجردة، وأثناء الكسوف الشمسي تقل درجة الحرارة بمقدار 5 إلى 8 درجات، وتظهر النجوم لامعة وتحدث على الأرض الظواهر الطبيعية المرتبطة بحلول المساء حيث تعود الطيور إلى أعشاشها وتخرج الحشرات الليلية، وبعد انتهاء الكسوف تعود الأمور إلى طبيعتها، وقد سجل المصريون القدماء حوالي 300 حالة لكسوف الشمس، وقد اختلفت الشعوب في تفسير هذه الظاهرة باختلاف العصور والحضارات ونسج حولها الكثير من الخرافات والأساطير.