العالم يتقدم

العالم يتقدم

هاتف دقيق.. داخل أسنانك!

في المستقبل القريب, عندما تسمع رنين هاتف يأتي من داخل (فم) صديق لك, فلا تتعجب! إذ لا بد أنه يضع هاتفًا دقيقًا جدًا بين أسنانه. ويمكن لهذا الهاتف أن يتلقى المكالمات من الهواتف العادية والنقّالة (المحمولة) وكذلك الإشارات الرقمية من أجهزة اللاسلكي والكمبيوترات. إنه اختراع عجيب.

وفي نظام الهاتف الدقيق المزروع داخل أسنانك, تلعب عظام فكك دور الهوائي ورأسك يعمل كجهاز استقبال, ومن ثم يمكنك سماع صوت جرس المنبه من دون إيقاظ من ينام بجوارك والإنصات للموسيقى والأغاني المفضلة لديك دون أن تزعج الآخرين. ويعمل (هاتف الأسنان) في الوقت الحاضر, كمستقبل فقط.

وعلى سبيل المثال, تستطيع معرفة ما تريد من أخبار العالم أثناء لعبك مباراة لكرة القدم, وذلك بضبط الهاتف الدقيق على التردد المطلوب!

إن تطبيق تقنية (هاتف الأسنان) أمر سهل نسبيا, إذ يتم زرع هذا الهاتف الدقيق - الذي هو عبارة عن رقاقة إلكترونية ذات ذبذبة فائقة الصغر ومُسْتَقْبِل لاسلكي بالغ الضآلة - في أحد أسنانك أو ضروسك الطبيعية, بواسطة جراحة عادية ومن دون ألم. ويفضل استخدام أشعة الليزر لحفر ثقب دقيق ومنتظم لوضع الجهاز - الرقاقة والمستقبل - داخله.

وتنتقل الأصوات من السن أو الضرس إلى الأذن الداخلية من خلال رنين العظام, حيث تتحول الإشارات الرقمية إلى صوت.

ويكون استقبال الصوت واضحًا جدًا - وفق التجارب التي أجريت - مما يمكّن من تلقي المعلومات في أي مكان وفي أي وقت. وبالنسبة لأولئك الذين يخشون من التأثير المزعج للصوت على الأسنان, عليهم أن يعلموا أن استقبال الصوت سيكون نقيًا جدًا, من دون أي تأثير ضار. ولن يشعر المستخدم إلا بصوت رقيق ينساب بهدوء إلى أسنانه وضروسه.

ومن الاستخدامات المثيرة لهاتف الأسنان, إمكانية إصدار مدرب كرة القدم التعليمات للاعبين - أثناء المباراة - دون أن يرفع صوته إلى حد الصراخ! وبالطبع لن يتم هذا إلا إذا كان لدى كل لاعب, هاتف دقيق داخل أسنانه.

السيارة.. الطائرة

هل تتصور أنك في يوم ما, سوف تطير بسرعة نحو ستمائة كيلومتر في الساعة, بواسطة سيارة مزودة بمحركات نفاثة? لقد تم بالفعل تصميم سيارة طائرة مزودة بأربعة محركات نفاثة, تعمل على امتصاص الهواء عن طريق مراوح ضخمة ثم يُدفع إلى غرفة الاحتراق, وهناك تمزج بالوقود ويحترق وتتمدد الغازات الساخنة وتندفع خلال اسطوانة رفيعة, توجد في الجزء الخلفي من المحرك, مما يؤدي إلى اندفاع السيارة الطائرة في الجو.

وتتكوّن السيارة الطائرة - بجانب المحركات النفاثة الأربعة - من مظلة هبوط تستخدم في حالات الطوارئ, وكمبيوتر وأجهزة استشعار عن بعد وخزان للوقود ومخزن للأمتعة وحقائب السفر ومصابيح إضاءة قوية أمامية وجانبية وخلفية للطيران الليلي.

وتتميز السيارة الطائرة بإمكانها الارتفاع في الجو دون الحاجة لوجود ممر خاص مثل الطائرات, وبأنها تستخدم وقود السيارة العادي الرخيص الثمن, وكذلك بسهولة قيادتها بحيث لا تحتاج إلى تدريب فني متخصص.

ألياف الكربون.. مادة المستقبل

يتوقع العلماء أن تكون ألياف الكربون هي مادة المستقبل, لما تتمتع به من خواص كيميائية وفيزيائية فريدة, مثل عدم تأثرها بالمواد الكيميائية والتآكل وأيضا مقاومتها للانصهار وكذلك لدرجات الحرارة المرتفعة. وهذه الخواص تمكّن من استخدام ألياف الكربون في صناعات المنسوجات المختلفة كالحرير الصناعي والأصواف وكذلك مواد العزل الحراري في الأفران الصناعية.

وتُنتج هذه الألياف, من الكربون بعد أن يتعرض لدرجات حرارة عالية تصل إلى ثلاثمائة درجة مئوية, في غلاف من غاز خامل مثل (الأرجون).

وتكون ألياف الكربون إما على شكل مسحوق ليس له شكل محدد أو بللورات طويلة شفافة, ولكل من الشكلين استخدامات وخواص كيميائية فريدة.

وقد أمكن الاستفادة من هذه الخواص في النواحي الهندسية لغزو الفضاء وتصنيع هياكل الطائرات والأدوات الرياضية مثل مضارب التنس.

 


 

رءوف وصفي