عالم الطوابع

عالم الطوابع

رحلة طابع من فرنسا إلى...

اختلفت أول طوابع للبريد في هيئتها وألوانها اختلافا كبيرا عن الطوابع الحالية, حيث كان حجمها أكبر منها الآن كما لم تكن هناك الخروم (الثقوب) التي تفصل بين الطوابع الآن فكانوا يفصلونها عن بعضها البعض قصا بالمقص.

اخترعت الطوابع في أواخر القرن السابع عشر وقيل إن لويس الرابع عشر ملك فرنسا أول من أمر بطبعها, وذلك أنه لما شرع في عمل صناديق المراسلات خصص ورقًا لتخليص أجر المراسلات في فرنسا بشكل بسيط. وكان هذا الورق مطبوعًا عليه حروف عادية تتألف منها كلمات متفرقة يضع المرسل بينها اسم البلد وتاريخ اليوم والشهر والسنة عند لصقها على المراسلات.

وفي سنة 1819 أصدرت حكومة سردينيا طوابع فئة 15 , 25 , 50 سنتيما وكانت هذه الطوابع تشبه ختما بسيطا على ورق أبيض.

وبعد ذلك بسنين قليلة ظهرت طوابع ملونة مرسوم عليها صور ملوك.

وفي سنة 1840 صدرت أول مجموعة منظمة من الطوابع في إنجلترا وكانت تحمل صورة الملكة فيكتوريا مرسومة بلون أحمر داكن أو لون أزرق, وهي أول مجموعة من الطراز المستعمل حتى الآن. ويرجع الفضل في ابتكارها إلى رونالد هيل الذي وَحَّد أجور نقل الرسائل في بريطانيا.

وفي سنة 1843 أصدرت حكومة البرازيل مجموعة طوابعها وتبعتها فنلندا في سنة 1845 والولايات المتحدة سنة 1846 وروسيا في سنة 1848 وفرنسا في سنة 1849, وفي بلجيكا سنة 1850 وفي اليونان سنة 1870 وتركيا سنة 1862.

كل هذه الطوابع لم تكن (مخرمة) وكما قلت سابقا كان الناس يفصلونها عن بعضها البعض بالمقص, وصدرت أول مجموعة طوابع مخرمة في أكتوبر 1862 وكان أول مخترع لآلة التخريم المطبعية رجلا إنجليزيا يدعى أركر (Archer) وكافأته الحكومة الإنجليزية بمبلغ أربعة آلاف من الجنيهات.

وكانت الطوابع ملونة لتسهيل الأمر على الأميين الذين لا يجيدون القراءة.

وقدرت أشكال الطوابع آنذاك بحوالي ستة آلاف رسم, من بين هذه الرسوم الملوك والباباوات والرهبان والخيالة والسعاة بالإضافة إلى علامات فلكية كالشمس والقمر والنجوم, وغير ذلك من مركبات وسفن وصور حيوانية كالسباع وغيرها, إلى جانب الكثير من الطيور والأزهار أيضا.

وكانت هذه الرسوم ترمز إلى صفات معينة فمثلاً رسم الرهبان يرمز إلى أمانة البريد ورسم الخيالة والسعاة دليل على سرعته أما رسم الشمس والقمر وباقي الكواكب فدليل على امتداده في الآفاق, ورسوم المركبات والسفن والحيتان والطيور دليل على سيره برًا وبحرًا والسباع دليل على المحافظة عليه.

وقد اخترع بعض مهرة الطباعين في أوربا ورقًا وحبر أختام خاصين بطوابع البريد بحيث إذا ختم بهذا الحبر طابع من غير الورق المذكور يكشف أمره في الحال. كما سنت الحكومات عقابًا صارمًا على من يتجاسر على الغش في طوابع البريد.

ولطوابع البريد معامل خاصة لطباعتها. وقد تكون هذه المعامل تابعة لإحدى الشركات أو للحكومة.

وحكي عن طوابع البريد أن بعض قوانين البريد قديما كان يجيز إلصاق نصف الطابع عند الاضطرار, فمثلاً إذا كان موجودًا طابع من فئة دينار ولزم إلصاق عشرين فلسا فيمكن قطع نصف الطابع من فئة دينار ولصقه.

 


 

لينا محمود