موسم موت الثعالب

موسم موت الثعالب

رسم: عبدالعال

ذات يوم كان الثعلبُ المكار جائعًا جدًا, إذ مضت ليال وأيام دون أن يحصل على طعام كاف, لذا توجه إلى الحقول علَّه يحصل على فريسةٍ جديدةٍ. سار الحيوان المخادع مختبئا بين الأشجار حتى لا يراه المزارعون فيوجهون نحوه كلابهم وأسلحتهم, وعندما مضى الوقت دون أن يحصل على شيء لفت انتباهه أحد المزارعين يحمل قفص دجاج. فكر الثعلب بسرعة في حيلة تمكنه من الحصول على كل ما في القفص من دجاج وسرعان ما تفتق ذهنه عن فكرته الماكرة, أسرع الثعلب مسابقا المزارع دون أن يلحظه بين الأشجار وعندما وصل إلى الطريق نفسه الذي يسلكه المزارع رمى بنفسه على الأرض ونفخ جسمه وكتم أنفاسه وتظاهر بالموت.

اقترب المزارع ونظر إلى الثعلب وقال في نفسه (لاشك أن هذا الثعلب قد مات من الجوع إذ لا أثر لأي جروح على جسمه). أكمل المزارع طريقه وغمز الثعلب بعينه طربًا, ثم سلك الطريق بين الأشجار من جديد وسبق المزارع ورمى بنفسه على الأرض من جديد نافخا نفسه كاتما أنفاسه. نظر المزارع إلى الثعلب وهرش رأسه وقال: وهذا ثعلب آخر ميت! ثم تابع الرجل طريقه.

ابتهج الثعلب وعندما تأكد من ابتعاد المزارع أخذ طريقه بين الأشجار من جديد حتى سبق المزارع إلى الطريق ورمى بنفسه وكتم أنفاسه وتماوت, وقف المزارع محتارا وهو ينظر حوله عله يجد سببا لموت الثعالب وتعجب: هل هذا موسم موت الثعالب?! لكنه لم يتوصل إلى شيء فسار مكملاً طريقه وهو منشغل الذهن.

كرر الثعلب الأمر نفسه بعد ذلك أكثر من مرة مما استدعى دهشة المزارع فقرر أن يذهب لعد الثعالب الميتة وتفحصها ليعرف ما الذي تسبب بموتها. علق قفص الدجاج على الشجرة وذهب ليعد الثعالب الميتة وعندما اختفى عن عيني الثعلب, أسرع الحيوان المخادع بحمل القفص والهرب به, عاد المزارع بعد وقت وهو يتعجب من اختفاء الثعالب المفاجئ بعد موتها الغريب, وعندما اقترب من الشجرة وجد أثر الثعلب على الرمال ولم يجد قفصه ففهم حيلة الثعلب المكار وأسف على قفص الدجاج, وندم حيث لا ينفع الندم.

 


 

لطيفة بطي