العالم يتقدم

العالم يتقدم

سيارة المستقبل...
كهربائية وصديقة للبيئة

بعد أن ازداد تكدّس مدننا بالسيارات, وتلوّث هواؤنا الذي نتنفسه, أصبح الأمر يحتاج إلى سيارة صديقة للبيئة لا تسبب أي تلوث لها, علاوة على تمتعها بالأمان الكافي ورخص ثمن تشغيلها. إذ إننا نتطلع جميعًا إلى عالم نظيف نتمتع فيه بالصحة الجيدة.

والآن لنلق نظرة على سيارات المستقبل, وذلك على ضوء الأبحاث الراهنة في كل أنحاء العالم.

هناك أمر واضح تمامًا, أن محركات الاحتراق الداخلي, سوف يستمر تشغيلها لسنوات كثيرة قادمة, ولكن سوف تزداد كفاءة استهلاكها للوقود, كما ستصبح عوادمها قادرة على (ترشيح) الغازات المنبعثة منها, ومن ثم تصبح أكثر (نظافة) وغير ضارة بالبيئة. ولعل هذه المحركات سوف تعمل بالهيدروجين الذي لا تنتج عنه أي غازات تلوث البيئة. ويتوقع العلماء أنه خلال السنوات العشرين القادمة, سوف تختفي تمامًا محركات الاحتراق الداخلي وستحل محلها مصادر نظيفة وقوية وهادئة, تحقق التشغيل بالكهرباء, وبدلاً من الأجهزة المعقدة التي تستخدم مع محركات الاحتراق الداخلي, فإن مجموعة (الجر) الكهربائية تتكون فقط من محرك كهربائي ووحدة إدارة مباشرة ووحدة تحكم.

والمحركات الكهربائية صغيرة الحجم ومتينة الوزن وقادرة على توليد طاقة هائلة. وفضلاً عن ذلك فإنها تحقق ميزة كبيرة في توليد الطاقة, مقارنة بمحركات الاحتراق الداخلي, فهي تنتج قوة دوران فوري, ويعني ذلك أن السرعة ترتفع - في مدة قصيرة جدا - بمعدل عالٍ للغاية.

لكن من أين ستأتي كل تلك الكهرباء? المعروف حاليًا أن هناك ثلاثة مصادر للكهرباء, هي البطارية ومولّد الكهرباء الذي يدار بواسطة محرك الاحتراق الداخلي, والمصدر الثالث - الحديث والمستقبلي - (خلية الوقود). وخلية الوقود بطارية قوية المفعول وخفيفة الوزن, كما يمكن شحنها ليلاً بالكهرباء, وفيها يتم التفاعل بين الهيدروجين السائل والأكسجين السائل, فتنتج طاقة كهربائية. وتستخدم أحدث خلايا الوقود التي تستعمل في السيارات الحديثة, خليطا من (الميثانول) والبنزين, وهو ما يُطلق عليه (الوقود المرن). ولعل أهم مميزات بطارية خلية الوقود, هو أن التفاعل داخلها ينتج أيضا الماء, الذي لا يسبب أي تلوث, ويؤكد مصممو سيارات المستقبل, أنها ستكون أخف وشكلها أكثر (انسيابية).

والحقيقة أن خفة الوزن والانسيابية هما بالفعل من أهم الصفات التي يجب توافرها في سيارة الغد, التي سيكون لها هيكل من معدن الألومنيوم فقط أو البلاستيك. والأرجح أن مجموعة (الجر) يمكن تركيبها وفكها كوحدة واحدة, كما يتم تثبيت أكثر الأجزاء والمكونات بالإضافة إلى كل الأجهزة الكهربائية, في هيكل السيارة. وهذا الأسلوب المعقد على وحدات نمطية مستقلة في السيارات الكهربائية, يمكن أن يفضي إلى زيادة هائلة في الخيارات المتاحة أمام المشترين.

 


 

رءوف وصفي