أبنائي الأعزاء

أبنائي الأعزاء

كثيرًا ما كنت أحتفظ في دفتر خاص بالحِكَم والأمثال التي أقرأها, وأذكر منها: (إن ماتتعلمه هو الشيء الوحيد الذي تملكه حقًا, وهو الشيء الوحيد الذي لا يستطيع أحد أن يسرقه منك), لم أنسَ هذه الكلمات طوال رحلة حياتي, خاصة أنني لم أكف أبدًا عن التعلم حتى بعد أن غادرت المدرسة, تعلمت من الكتب ومن تجارب الحياة, وقد كانت كل معرفة تصل إليها نفسي تعني زيادة الرصيد الذي أملكه.

وقديما قبل أن تنشأ الحضارة, كانت ثروة المرء تقاس بمقدار تفوّق قوته البدنية على من سواه, ثم أصبح في استطاعة المرء أن يشتري السلاح الذي يعوض به ضعفه, فتحول مقياس الثروة لتصبح بمقدار ما يمتلكه المرء من مقتنيات مادية, مثل المعادن النفيسة, والأراضي والعقارات. وأصبحت الدول القوية هي الدول التي تملك مساحات شاسعة بما فيها من ثروات طبيعية غنية, ولكن هذه الثروات كانت تنضب, والأراضي تصغر, وتحول مقياس الثروة في عصرنا هذا, حيث أصبحت الثروة تقدر بما يملكه المرء من معرفة, وكان السبب في ذلك بزوغ عصر المعلومات, لقد اختفت الإمبراطوريات الشاسعة, وأصبحنا نرى دولا صغيرة ولكنها غنية ومتقدمة بقدر ما تملك من معارف, وبقدر ما تستطيع الاستفادة منها, ومعارف أي دولة هي محصلة المعرفة الموجودة لدى أبنائها.

لذلك لا تستغربون يا أبنائي الأعزاء وأنتم تنهضون من النوم كل صباح متوجهين إلى مدارسكم لتنالوا نصيبكم من المعرفة, إنكم بهذا الفعل تساهمون بنصيب في تنمية بلدكم وزيادة ثروتها, كما إنكم تقومون في الوقت نفسه بتنمية ثرواتكم الشخصية.

 


 

سليمان العسكري

 




صورة الغلاف