والتمساح لايزال ينتظر

والتمساح لايزال ينتظر

رسم: أحمد البغلي

على ضفة أحد الأنهار كانت تقوم الأشجار المحملة بالموز, وكان القرد سعيدا بالتنقل ما بينها والتهام أطيب الثمار, أما في النهر حيث التمساح الذي أمضى عدة أيام دون أن يحظى بأي فريسة تسد جوعه فقد كان يلاحظ سعادة القرد وسهولة حصوله على طعامه, فكر قليلا ودعا القرد إلى الهبوط من الشجرة والاقتراب منه ليسرّ إليه بحديث لا يرغب أن تسمعه بقية القرود, اقترب القرد من ضفة النهر وقال له التمساح: إني أراك سعيدا بالتنقل ما بين الأشجار والتهام الثمار وهذا مما يسعدني حقا فأنت قرد طيب المعشر وظريف المظهر!

شكر القرد التمساح على إطرائه وقال: وأنت أيضا أيها التمساح إني لا أرى جمال هذا النهر إلا بوجودك حيث أشعر بقوة حركتك التي تواجه الأمواج!

أجاب التمساح: شكرا لك أيها الصديق, على أنني من محبتي لك أرغب بأن أخبرك عن غابة تقع على ضفة النهر الأخرى, وأي غابة, إنها ملأى بالثمار الشهية والأشجار, وإذا رغبت فيمكنني أن أحملك على ظهري لتتحقق منها فتزداد سعادتك وسعادتي!

شكر القرد لطف التمساح وقفز على ظهره سعيدا لينقله إلى الضفة الأخرى, وفي منتصف المسافة كشر التمساح عن فكه وقال: والآن سألتهمك أيها القرد الغبي خاصة أن لحمك طيب الآن لأنه مطعم بفاكهة الموز التي كنت تتناولها كل يوم.

فزع القرد فزعا شديدا لما سمع لكنه استطاع أن يتمالك نفسه ثم يضحك ويضحك ويضحك ورد على التمساح: ولكن لماذا لم تخبرني بذلك ألا تعلم بأنني أستخرج معدتي وأغسلها كل يوم وأنشرها على آلأشجار لتجف حتى أستطيع تناول المزيد من الثمار فيتطعم لحمي بذلك الطعام الشهي واللذيذ للموز, لنعد أيها التمساح ونحضرها حيث يمكنك بعدها أن تشعر بطعم الفواكه الطيب!

أسرع التمساح بالسباحة معيدا القرد إلى ضفة النهر ليعود بمعدته,لكن من يعلم فربما لايزال التمساح منتظرا حتى الآن!

 


 

لطيفة بطي