الالتحام الآلي بمحطة الفضاء

إذا كنت ترغب في قضاء إجازتك على بعد نحو أربعمائة كيلومتر من سطح الأرض, فإن محطة الفضاء الدولية, سوف تكون جاهزة لاستقبالك في عام 2006. فبعد استكمال تركيب كل معدات وأجهزة محطة الفضاء, بدأت الاستعدادات التجريبية على قدم وساق لاستقبال المركبات الفضائية, التي سوف تنقل الروّاد والمعدات إلى هذه المحطة الفريدة في المجموعة الشمسية كلها.

ويلزم لتشغيل منظومات الالتحام الآلي بالمحطة - لاستقبال المركبات الفضائية - أن تطلق هذه المركبات المقتربة, وابلاً من موجات لاسلكية, يمكن أن تتتبعها أجهزة الاستشعار عن بُعْدْ لمحطة الفضاء. وعن طريق تحديد التغيّر في الترددات, بسبب حركة المركبة الفضائية ذاتها, يمكن لها أن تضبط سرعتها وتهبط فوق الهدف المحدد لها, مثل أي شخص كفيف يقال له:

- (إلى اليسار قليلا.. يمينا خطوتين.. للأمام.. قف!).

ويمكن لأجهزة الإحساس (البصرية) للمركبة الفضائية المقتربة, والتي تعمل بالأشعة تحت الحمراء, أن (ترى) بالفعل, إلى أين تتحرك فتحة الالتحام بالمحطة, بشكل مبرمج ودقيق. وتتابع المركبة الفضائية القادمة تلك الحركة - جيئة وذهابًا - وتلائم أجهزتها ومعداتها وفقًا لها, إلى أن تلتحم بالفتحة المخصصة لها.

وعلى الرغم من أن منظومة الالتحام الآلي تعمل تلقائيا بواسطة حواسيب محطة الفضاء, إلا أن المهندسين هناك سوف يكونون جاهزين للتدخل الفوري, إذا حدثت أي مشكلة فنية.

وفي هذه الحالة, توجد سلسلة من المناورات المانعة للاصطدام والمبرمجة مسبقا, لكل من المحطة الفضائية والمركبة القادمة إليها, والتي يمكن البدء فيها في حالة الطوارئ القصوى.

وبمجرد التحام المركبة الفضائية بالمحطة, تصبح مؤقتا جزءًا منها, ويتعين على طاقم محطة الفضاء - بعد نزول المسافرين - أن يفرغوا مؤنها وإمداداتها. وتخزّن عادة تلك الإمدادات في حجرة مكيّفة الضغط, تشغل تقريبا نصف حجم المركبة الفضائية, أما النصف الآخر فهو خزان الوقود الصاروخي والمحركات النفاثة.

ويمكن توريد حمولة قدرها نحو ثمانية أطنان إلى محطة الفضاء الدولية, ويشمل ذلك أجهزة علمية جديدة وطعاما وماء, وحتى الأكسجين لإعادة تزويد المحطة به.

وأثناء الالتحام الآلي, فإن المركبة تفيد كصندوق قمامة لمحطة الفضاء, إذ إن الفنيين بالمحطة, سوف يملأون تدريجيًا المركبة الفضائية بنفايات المحطة, ثم تقوم أجهزة المراقبة الأرضية, بتوجيه المركبة وكذلك حمولتها من النفايات الفضائية التي تنفصل فوق المحيط الهادئ, ويتم التأكد من احتراق هذه النفايات في الجو بشكل آمن.