أبنائي الأعزاء

أبنائي الأعزاء

كثيرًا ما تسوء العلاقات بين الأصدقاء من مجرد الكلمات, هناك البعض منا ليس لهم من هواية إلا نقد الآخرين وإبراز عيوبهم, وهم في ذلك يتغاضون عن الجانب الإيجابي في تصرفات الناس الذين يعرفونهم, ورغم أنهم يزعمون أن هذا الأمر هو فقط بدافع الصراحة إلا أن هذه الصراحة أحيانا ما تكون جارحة, بحيث تضعف العلاقات وتدمرها أحيانا, وهناك مثل قديم يقول: (الكلام الحسن شهد عسل, يطيب النفس ويشفي العظم), فقد كان القدماء يعتقدون أن المديح بالنسبة إلى روح الإنسان كنور الشمس الذي لايستطيع النبات النمو من دونه, وقد قال الكاتب الأمريكي الساخر (مارك توين) ذات مرة إنه يستطيع العيش لمدة شهرين على كلمة من كلمات المديح عندما تكون في محلها, ولم يكن بهذا مغرورًا أو مزهوًا ولكنه كان يعبر عن حقيقة الكثير من نفوس البشر التي تهفو للمديح.

ولا تعتقدون يا أبنائي الأعزاء أنني أطلب منكم أن تبالغوا في القول, أو أن تعبروا عن مشاعر لا تحسون بها, فالمديح في غير محله يمكن أن يكون نوعًا من أنواع النفاق, وهو أمر مرفوض تماما, ولكن عليكم أن تقولوا ما تشعرون بأنه إيجابي في اللحظة المناسبة, ولا تركزون فقط على الجانب السلبي, فإذا أعجبكم تصرف ما, عليكم أن تعبروا عن إعجابكم بهذا التصرف, وفي الوقت المناسب, ولا تكونوا منتقدين فقط.

إن الكثير منا وسط زحمة الأعمال والرغبة في إخفاء المشاعر يمتنع عن قول كلمات المودة والإعجاب, ورغم أنها مجرد كلمات إلا أنها مهمة جدا في توطيد العلاقات بين الناس والأصدقاء.

 


 

سليمان العسكري

 




صورة الغلاف