أبنائي الأعزاء

أبنائي الأعزاء

أرسل لي صديق في مثل عمركم رسالة يقول فيها إن الكثير من رفاقه من المدرسة يختلفون عنه, بعضهم جاء من بلاد مختلفة, وبعضهم له لغة أخرى , ولون مختلف, صفات وعادات مختلفة أيضا, وهو يسأل هل يستطيع أن يكوّن صداقة مع أحد من هؤلاء رغم كل هذا الاختلاف, وأقول لهذا الصديق إن هذا هو الأمر الطبيعي, فالله لم يخلقنا جميعا على صورة واحدة, ولكنه جعلنا أمماً وقبائل, ألوانها مختلفة ولغاتها متعددة, لأن الاختلاف هو الذي يحفز البشر ويشجعهم على التعارف فيما بينهم.

وقلت له: لابد انك قد درست في علم الفيزياء عن خصائص قوة الجذب المغناطيسي وكيف أن الأقطاب المتشابهة تتنافر, بينما تتجاذب الأقطاب المختلفة, لذلك فإن الناس مهما بلغت درجة الاختلافات بينهم يتجاذبون إلى بعضهم البعض, لأن هناك حدًّا أدنى من التشابه وهو أننا ننتمي إلى الروح الإنسانية نفسها, هذا التجاذب هو الذي ساهم في إقامة التجمعات البشرية التي تحولت إلى مدن ودول فيما بعد, وقامت عليها أسس الحضارة, وعليك أن تعرف يا صديقي أن أي اهتمام نبديه للأشخاص الذين نصادفهم في مسيرة حياتنا مثل رفاق المدرسة, أو زملاء العمل فيما بعد, أو العمال الذين يؤدون لنا بعض الخدمات, هذا الاهتمام يوازي في عمقه وأهميته إحساسنا بالحب والصداقة, إن علينا أن نجعل من حولنا يفهمون أننا نكترث لهم ونهتم بمشاكلهم, فعندما نقدر قيمة الناس حق تقدير ينتهي بنا الأمر إلى أن نحبهم, رغم أنهم مختلفون عنا ولم (يفصلوا) على قياسنا كما يقولون.

ولصديقي الصغير, ولكم أيها الأبناء الأعزاء, أقول لا تخشوا شيئا, وتعرفوا على الآخرين, افهموا لغاتهم وتعرفوا على ثقافاتهم وابذلوا في ذلك جزءا من اهتمامكم, وسوف يبعث فيكم هذا الأمر إحساسا بالرضى وستعرفون أننا جميعا ننتمي إلى أسرة بشرية واحدة.

 


 

سليمان العسكري

 




صورة الغلاف