استطلاع حديقة النحاتين

استطلاع حديقة النحاتين

تصوير: سُمية عزام

سِمبوزيوم عاليه

خرج زاهر يوم عطلة مع والديه في نزهة, للتعرّف على معالم حضارية وثقافية في وطنه لبنان, والتمتع بالمناظر الطبيعية. فقال أبو زاهر: سنذهب إلى مدينة (عاليه) في محافظة جبل لبنان, فهي تُلقّب بـ(عروس المصايف), يأتي لزيارتها سيّاح من جميع أنحاء العالم, ولاسيما من البلدان العربية الشقيقة, يقصدونها لتمضية العطلة الصيفية, ولتكون محطتهم للاستجمام أياما عدة.

فقال زاهر لأبيه: لكنك قلت لنا إن رحلتنا ثقافية اليوم!

أبو زاهر: نعم, فموقع عاليه المطل على البحر والقريب من العاصمة بيروت والمحاط بالجبال, أعطاها مناخًا رائعًا, وأهمية تاريخية وسياحية, ففيها قصور وبيوت قديمة ودوائر حكومية ومطاعم ذات طابع أثري, وحديقة حيوانات برية, ومنذ سنوات عدة أقيم في منطقة (رأس الجبل)منْحتة ومعرض جماعي دائم في الهواء الطلق للمنحوتات الحجرية والخشبية والمعدنية, يشارك فيه فنانون وهواة من كل أنحاء العالم, يسمى (سِمبوزيوم). وكان أول سمبوزيوم في عاليه أقيم سنة 2000 ويستمر كل عام.

أعجبت هذه الفكرة زاهر, وأحبّ أن يتعرّف على هذا العمل الفني, وهذه المهنة والهواية التي اسمها (النحت), وكانت آلة التصوير ترافقه دائما. وصل الجميع إلى مكان ورشة العمل للفنانين, واندهش زاهر من روعة المنحوتات ودقة العمل فيها, وكم يستغرق العمل من الوقت لإنجازه, تبادل زاهر التحية مع الفنانين وأثنى على أعمالهم, ولم ينسَ أن يشكرهم لأنهم ساهموا في ثقافة هذه المنطقة, وأعطوا الحضارة جمالاً, والطبيعة رونقًا يضاف إلى روعتها.

وبعد أن انتهت جولة زاهر مع أبويه, عاد مع آلة التصوير خاصته إلى البيت قائلاً في نفسه: والآن أصبح عندي حلم جديد يُضاف إلى أحلامي, فكم هو جميل أن أكون نحّاتًا أرسم في الحجر والخشب أشكالاً رائعة! وسارع إلى الهاتف يُخبر أصحابه بما شاهده في رحلته اليوم. عاد زاهر إلى مكتبته يبحث عن كتب في النحت تُغني معلوماته, ولخّص أهم ما قرأه فيما يلي: النحت هو ابتكار فن في ثلاثة أبعاد بحيث تستطيع أن تسير حوله, نحت الأشخاص والحيوانات يدعى تماثيل, وهناك منحوتات تجريدية لا تمثل أي شيء حقيقي ,لكنها تضفي على المكان الموجودة فيه جمالاً وإثارة.

توجد أيضًا نقوش منحوتة على مسطحات معدنية أو رخامية أو خشبية. والحضارات القديمة سجّلت أحداثًا عظيمة في تاريخها على لوحات النقش المنحوت.

أدوات النحات: بحسب المادة المنوي نحتها, فالحجارة تتطلّب الأزاميل والمطارق الثقيلة, ويحلق النحات ويصقل المنحوتة لتصبح لامعة. أما المنحوتات المسبوكة فتصنع من البرونز أو خليط معدني آخر مثل النحاس والتنك. فيبتكر النحات العمل الأصلي في مادة الطين أو الجبس, وفي هذا النموذج يصنع نسخة مطابقة بالشمع.

تغطية النموذج في الجبس وتسخينه يذيب الشمع ويترك قالبًا كاملاً. ملء القالب بسائل المعدن المصهور يولد المنحوتة. عندها يصقل النحات العمل ويزيل الشوائب منه.

 

 


 

سُمية عزام




تمثال للفنانة ماجدة الرومي ومنحوتة في منطقة رأس جبل