الإسلام حضارة

الإسلام حضارة

الفن الإسلامي في الحياة اليومية

على امتداد أكثر من 14 قرنا, شيد المسلمون حضارة زاهرة, تظهر لنا في كل آثار هذه الحضارة الإسلامية العريقة. وقد اهتموا بالفنون اهتمامًا كبيرًا, ومن أهم ما حرصوا عليه هو أن تكون الأدوات التي تستخدم يوميًا في الحياة العملية أدوات فنية. ونستعرض اليوم كيف تفننوا في تزيين كل شيء, ليكون دليلا على الإتقان وعلامة على البراعة وتأكيدًا على أهمية الجمال في كل الصناعات.

- لغسل اليدين

طبق كبير وإبريق فوقه, مليء بالماء الدافئ, كانا يستخدمان لغسل اليدين, حيث يصب الماء فوق راحة اليد وتجمع المياه لتصب في الخارج فيما بعد, حتى لا يترك الضيوف مكانهم إلى مكان الاغتسال العمومي. ويعود تاريخ هذا الإبريق والحوض التركي إلى سنة 1870م.

- أطباق شهية

الأطباق التي تزينها الحروف والكلمات العربية, والمصنوعة من الخزف, كانت من أهم ما قدمه الصنّاع المهرة في الحضارة الإسلامية. وفي متحف اللوفر بمدينة باريس عاصمة فرنسا, يوجد هذا الطبق بالحروف الكوفية, أحد أشكال الخطوط العربية, ويعود إلى القرن العاشر الميلادي, أي أن عمره أكثر من ألف عام.

- حديقة حجرية

في المساجد التي شيدها المسلمون تفننوا في الزخرفة الحجرية, ولذلك كثيرا ما نرى حدائق مزهرة من النخيل, وشموسا بارزة تحتفظ بأشكال التوريق (استخدام أوراق الشجر في التصميم) وقد زيّنت الأعمدة والقباب والمنارات بالكثير من هذه الزخارف المجسّمة.

- ثياب فنية

حتى الثياب التي كان يرتديها المسلمون منذ مئات السنين - مثل القفطان الذي نرى صورته - كانت تزخرف بشكل جميل, أوراق ورود اللوتس, ونجوم لها 12 طرفا, وخيوط من الذهب. وكان الثوب يأخذ شهورا من العمل حتى يكتمل, ويلبس في المناسبات والأعياد.

- مَن الطارق?

لدينا اليوم على كل باب من أبواب الشقق والمنازل جرس كهربائي, وربما أيضا جرس موسيقي, ليعلم أصحاب البيت بقدوم الضيوف. فكيف كان أهل زمان يعلمون بقدوم أحد? إنها المدقة, أو مطرقة الباب, مثل التي نراها في هذه الصورة, وهي مصنوعة من البرونز وعمرها 800 سنة.

- خرائط مصورة

حتى الخرائط التي رسمها المسلمون, ونقلها عنهم الرحالة الغربيون فيما بعد, كانت تحمل صورا للأماكن, وليس مجرد خطوط فقط, وهذه صورة لخريطة مدينة إسلامية, وما حولها, وقد استخدمت الألوان للتعبير عن الأماكن, مثل رسم النهر باللون الأزرق, والصحراء باللون الأصفر, والحدائق باللون الأخضر.

- بخور وعطور

كثيرا ما استخدمت المباخر (جمع مبخرة), لتعطير الجو, وهنا صورة لمبخرة من النحاس يوضع البخور بقاعدتها, ثم يغطى بعد إشعاله, ويتوزع على أنحاء المكان, (المبخرة مزينة بأشكال الورود العطرية وهي من النحاس, وتوجد في قصر طوب كابيه في تركيا وعمرها 300 سنة).

- فانوس زمان

كانت المساجد تضاء بالزيت قبل اختراع الكهرباء, وكانت الفتيلة تغمس في الزيت, وتغطى ثم توضع في مكان عال بأركان المساجد. وقد زين الصانع المسلم هذا الفانوس المصنوع من رقائق نحاسية مثقوبة لخروج أشعة الضوء سنة 1480م.

 


 

هيثم خيري