عالم الطوابع

عالم الطوابع

رحلة طابع البريد

في كل يوم يذهب الملايين من الناس لشراء طوابع البريد من مكاتب البريد, فكيف وصلت طوابع البريد إلى هناك? إنها رحلة طويلة يمكن أن نلخصها في هذه السطور:

تبدأ هيئات البريد في التفكير بإصدار طوابع جديدة كل فترة زمنية. وربما تصدر طوابع مختلفة كل يوم. وتختلف الطوابع اختلافا كبيرًا في الشكل, فمنها المربع, والمستطيل, والمثلث والدائري, كما تختلف في مقياسها أيضا حيث يصل بعض الطوابع إلى أكثر من خمسة سنتيمترات طولا, وبعضها صغير طوله لا يتجاوز السنتيمترين.

ويعد اختيار الشكل جزءا من التصميم, والتصميم يقوم به فنان متخصص في الرسوم الصغيرة والدقيقة, حتى إذا أراد تحويل أي شكل كبير مثل مبنى أو حيوان ضخم كالفيل إلى داخل طابع البريد, فعليه أن يحدد المساحات التي يشغلها كل من سعر الطابع, والصورة المرسومة عليه, والكلام المطبوع بجانبها, بالإضافة طبعًا لاسم الدولة التي تصدر هذه الطوابع. وبعض الدول لا تضع اسمها مثل بريطانيا التي تضع علامة أو رمزا لرأس الملكة, وبعض الدول تكتب الحروف الأولى من اسمها, وهناك دول عربية تكتب اسمها بالكامل باللغتين العربية والإنجليزية.

يتم تنفيذ التصميم على مساحة كبيرة, يمكن أن تكون بمساحة حجم مجلتكم (العربي الصغير), ثم يقوم الرسام المتخصص بتنفيذ التصميم, وبعد ذلك يتم تصوير التصميم, وتصغيره ليناسب مساحة الطوابع المقررة.

وعادة ما تصدر الطوابع في مجموعات, مثل طوابع قادة الدول, أو طوابع أنواع الزهور المختلفة, أو طوابع للكائنات الحية من طيور وحيوانات, أو طوابع لمعالم الدول السياحية والتاريخية من أبراج وقلاع وآثار أخرى.

كما تصدر الطوابع في مناسبات, مثل أعياد التحرير, والأعياد الوطنية, والأعياد الدينية, والأيام العالمية للأحداث مثل اليوم العالمي للحفاظ على البيئة, واليوم العالمي للمرأة, واليوم العالمي للبريد, وهكذا.

بعد تنفيذ التصميم الأخير بالحجم المطلوب, يتم عمل قالب من المعدن الخاص أو أفلام طباعة لكل لون من ألوان الطابع, وعادة ما تكون أربعة ألوان, ويمكن إضافة لون خامس هو اللون الذهبي أو الفضي, أو إضافة طبقة لامعة على الصور المطبوعة.

وتصدر هيئات البريد مظروفا تلصق عليه كل مجموعة طوابع جديدة, تحت عنوان إصدار اليوم الأول, بالتاريخ والخاتم الخاص.

ويمكن أن يصدر طابع بأكثر من لون, ويمثل الاختلاف في اللون اختلافا في السعر, ويتم تحديد السعر وفقا لأجور نقل الرسائل البريدية من بلد إلى آخر.

وبعض الدول لا تملك مطابع متخصصة, ولذلك فإن كثيرًا منها تطبع طوابع البريد الخاصة بها في دول أوربا وسنغافورة وغيرها. ومن المثير أن نعرف أنه عند حدوث أخطاء طباعية, سواء في اسم الدولة, أو السعر, أو وضع الصورة, أو تحديد الألوان, أو تنفيذ الثقوب, يجب أن تعدم الطوابع ولا تستخدم. ولكن إذا مرت هذه المجموعات بأخطائها إلى السوق وتم شراؤها واستخدامها أصبحت من الطوابع النادرة التي يجمعها هواة الطوابع في كل أنحاء العالم, ويشترونها بأسعار عالية.

فهل لديكم طوابع بريد تحمل أخطاء طباعية?

 


 

سها سعيد