أبنائي الأعزاء
أبنائي الأعزاء
هذه هي الأيام الأولى من عامنا الجديد, وهي تحمل الأمل لك ولنا ولكل الناس, ولا يعني هذا أن المشاكل التي خلفها العام الماضي قد انتهت, ولكن أصبح أمامك فرصة جديدة لمواجهة هذه المشاكل بروح جديدة وفكر منفتح, إن عامًا جديدًا يضاف إلى عمرك يجب أن يكون خطوة إلى الأمام على طريق النضج, ليس فقط أن يزداد طـولك أو يخشّن صوتك, ولكن أن يكبر عقلك أيضا ويتسع مدى تفكيرك, وبذلك تكتسب مزيدًا من الخبرة والقدرة على مواجهة المشاكل التي قد تصادفها, وأي شيء تتعلمه سواء في المدرسة أو من بطون الكتب أو حتى من على شبكة الإنترنت سيعني لك المزيد من النضج والمعرفة. وقد كان للصينيين طريقة مميزة في الاحتفال بالسنة الجديدة, فقد كانوا يكتبون كل الأشياء التي يتمنون عملها وكل التعاويذ التي يعتقدون أنها تحميهم على ورق مزركش ويضعونها في أماكن متفرقة, في المنزل وفي المدرسة, وفي الحانوت, وعندما يحين رأس السنة الجديدة كانوا يحرقون تلك الأمنيات والتعاويذ القديمة ويضعون أخرى جديدة بدلا منها, ولكن قبل ذلك كانوا يحاولون الإجابة عن ثلاثة من الأسئلة الكبرى: هل ما قمت به خلال العام المنصرم كان صحيحًا أم خاطئًا? وهل كانت تصرفاتي جيدة أم سيئة?, وهل ما حققته من نتائج كان حسنًا أم قبيحًا?, والإجابة عن هذه الأسئلة الثلاثة كانت هي التي تحدد مسار تصرفاتهم في العام الجديد! ويعني هذا أن على المرء أن يجدد أولوياته في مطلع كل عام وأن يعيد تقييم تصرفاته ولا يترك الوقت يمر به وهو لاه عنه, فالوقت هو رصيد غير متجدد إذا أفلت منك لا يعود مرة أخرى.
|