موسوعة العربي الصغير

موسوعة العربي الصغير

الجينوم.. خريطة جينات الإنسان

كان للقنبلتين الذريتين اللتين ألقيتا على مدينتي هيروشيما ونجازاكي باليابان في نهاية الحرب العالمية الثانية أثر كبير على كثير من الناجين من الموت امتد لعدة أجيال. وخلال دراسة تأثير الاشعاعات الذرية على النظم الحيوية للذين تأثروا بها نشأت فكرة عمل خريطة لجينات الإنسان, وفي عام 2002 اكتملت أول خريطة للجينات الإنسانية أطلق عليها اسم (الجينوم) والتي يأمل العلماء أن تفتح الطريق لعلاج أمراض الإنسان المستعصية مثل السرطان والإيدز والزهايمر وغيرها.

الخريطة الجينية للإنسان

تحتوي نواة كل خلية حية في الإنسان على 23 زوجًا من الكروموسومات وعلى جانبي كل كل كروموسوم توجد آلاف الجينات تأخذ شكل السلسلة, وتتركب الجينات من سوائل كيميائية أهمها على الإطلاق هو حمض DNA أو الدنا الذي يعتبر شفرة بيولوجية تنقل الصفات الوراثية من الآباء للأبناء, ويتكون الدنا من أربع مواد كيميائية تسمى القواعد وهي مرتبة بحيث لا تتشابه بين أي شخصين على الإطلاق ومن هنا نشأت فكرة (البصمة الوراثية) لحمض DNA وفي عام 1986 بدأ برنامج سمي (طاقم الوراثة البشرية) - وذلك بغرض عمل خريطة لجينات الإنسان, وفي عام 2002 وضع العلماء أول خريطة جينية للإنسان تحتوي على 60 - 150000 جين, ولقد عرف تأثير بعض هذه الجينات على الوظائف الحيوية للإنسان ومازال الباقي قيد البحث.

جينات الكائنات الأخرى

رسم العلماء الخرائط الجينية للعديد من الكائنات خاصة الثدييات وعند مقارنة بعضها بالخريطة الجينية للإنسان وجد أن الاختلافات بينها قليلة, فمثلا الاختلاف بين الخريطة الجينية للإنسان والفأز ضئيل للغاية وبالرغم من ضآلة الفارق فإن علماء الهندسة الوراثية يقولون: إن هذا الفارق الضئيل بين الجينات يؤدي إلى وجود فروق هائلة بين الأنواع.

الجينات والأمراض

إن القواعد الكيميائية التي يتكون منها حمض DNA تنتج العديد من أنواع البروتينات, فإذا حدث تغير مفاجئ لإحدى هذه القواعد نتيجة لاتحادها بأحد العوامل البيئية المحيطة بالإنسان تنتج بروتينات تختلف كثيرا عن البروتينات التي من المفروض ان تنتجها فيصاب الإنسان بالمرض, ومع وجود الجينوم سيدرس العلماء التغيرات التي تطرأ على الجينات وتسبب الاصابة بالأمراض خاصة الأمراض الخطيرة.

أدوية جينية

يأمل الأطباء بعد الخريطة الجينية في إنتاج أدوية لعلاج العديد من الأمراض المستعصية وذلك الجين المسئول عن الإصابة بهذا المرض, ولقد تم تحديد الجين المسبب لمرض الزهايمر - فقدان الذاكرة - ويسمى بالجين (E) وتتعاون حاليًا شركات كبرى في إنتاج دواء لعلاج الزهايمر, وينتظر في المستقبل أن تقوم شركات الأدوية بإعداد أدوية لكل حالة مرضية على حدة بعد دراسة الجينوم الخاص بها. كما ستنتج الشركات لقاحات جينية.

 


 

محسن حافظ