أدباء الغد

أدباء الغد

الإخوة الصينيون الثلاثة

هدى عبدالرحمن النمر
مصر (14 عامًا)

في إحدى القرى الصينية, عاش ثلاثة توائم ذكور مع أمهم, وكان الشبه بينهم كبيرًا, وكان لدى كل منهم قدرة غريبة, فقد كان الأخ الأول (تانكا) يستطيع شرب بحر كبير بأكمله والاحتفاظ به لمدة محدودة. أما الأخ الثاني (هانو), فكانت النار لا تحرقه, والأخ الثالث (آسلوا) لا يتجمّد في الماء المثلج.

وذات يوم طرق بابهم طفل صغير, وطلب مقابلة (تانكا), وقال له: لقد علمت بقدرتك الغريبة, وأرجو أن تساعدني أنا وأمي لأننا فقيران. فأجاب (تانكا): وماذا أفعل لك يا صغيري? أجاب الطفل: أريدك أن تشرب ماء البحر لآخذ بعضًا من أسماكه لأنني لا أحسن الصيد! فكر (تانكا) قليلا ثم قال: حسنًا, ولكني أستطيع الاحتفاظ بالماء مدة محدودة وإلا انفجرت. وسوف أشير لك لتخرج بسرعة وإلا أدركك الغرق, فوافق الطفل.

وفي اليوم التالي, ذهب (تانكا) مع الطفل إلى النهر, وسار كل شيء على ما يرام. ولكن عندما أشار (تانكا) إلى الطفل لكي يخرج, لم يهتم الطفل, بل استمر يجمع السمك بسعادة. وأحسّ (تانكا) أنه سينفجر, فأفرغ الماء من جوفه بسرعة, فغرق الطفل.

انتشرت القصة بسرعة حتى وصلت إلى مسامع القاضي, فاستدعى (تانكا), وبعد محاكمته أمر أن يموت حرقًا. فقال (تانكا): إذن هل تسمح لي بتوديع أمي? فسمح له القاضي. وعندئذ ذهب (تانكا) وأحضر أخاه (هانو). فذهب (هانو) إلى القاضي على أنه (تانكا). وكم كانت دهشة القاضي عندما ألقي الشاب في النار فلم يحترق! فأمر القاضي برميه في المياه الثلجية حتى يتجمّد. فقال (هانو): إذن هل تسمح لي بتوديع أمي? فسمح له القاضي. فذهب (هانو) وأحضر أخاه (آساوا) الذي ذهب إلى القاضي على أنه (تانكا). وكم كانت دهشة القاضي عندما ألقي الشاب في الماء المثلج فلم يتجمّد, فقال القاضي: لابد أن هذا الشخص بريء, ولذلك أنقدته العناية الإلهية. وأمر القاضي بإطلاق سراحه!

وهكذا عاش الإخوة الثلاثة مع أمهم في سعادة, وامتنعوا عن إظهار قدراتهم الغريبة مرة أخرى.