أبنائي الأعزاء

أبنائي الأعزاء
        

كانت البداية حلمًا..

          نام أبو الأنبياء، سيدنا إبراهيم عليه السلام، فجاء إليه في المنام من يخبره أن عليه أن يذبح ابنه فداء وتقربًا إلى الله، ونهض الأب من النوم مثقلاً بهذا الحلم، ولكنه كان يدرك في أعماقه أن هذا أمر إلهي عليه تنفيذه، وأن الله الذي خلق الحزن والسرور كفيل بأن يفرج كربته إذا كان عبدًا مطيعًا، فالله لم يكن في حاجة إلى ذبح غلام صغير، ولكنه كان يضع سيدنا إبراهيم في اختبار صعب، اختبار يعرف فيه معدنه، ومدى قوة ايمانه، فمحبة الأب لابنه هي أمر غريزي، فطرة فطرنا الله عليها، أما الإيمان فهو نشاط فكري يوجه عقلك في الاتجاه الصحيح، وقد أطاع سيدنا إبراهيم هذا الامر الإلهي، أحضر ابنه اسماعيل ووضعه على الحجر استعدادًا لذبحه، وعندما تردد قليلا، قال له الابن: افعل يا أبي ما أمرك الله به. وأمام هذا الإيمان العميق من الأب والابن على السواء، انفتحت أبواب السماء، وأهدتهما معًا كبشًا سمينًا حتى يذبح فداء للابن، وإرضاء للأب، لقد نجحا معًا في الاختبار وأثبتا مدى استسلامهما لمشيئة الخالق، هذا الطقس، طقس التضحية والفداء هو الذي نحتفل به كل عام في عيد الأضحى، لقد عاش حلم سيدنا إبراهيم على مدى آلاف الأعوام، وامتدت الرقعة التي يتم فيها الاحتفال إلى مشارق الأرض ومغاربها، وأصبح مناسبة للقاء الأهل والأقارب والبر بالفقراء واليتامي، لقد تعلمنا جميعًا معنى التضحية والفداء، وأن المؤمن الحق، عليه أن يدرك أن الله هو خير حافظ.

 


 

سليمان العسكري   

 




صورة الغلاف