أبنائي الأعزاء

أبنائي الأعزاء

أحيانا تأتي فكرة نكون في أشد الحاجة إليها، لذا سرعان ما تنتشر ويتقبلها الجميع، وهذا هو ما حدث مع فكرة الصحفي المصري علي أمين عندما اقترح أن نخصص يوما للاحتفال بأغلى مخلوقة لدينا، وهي الأم، وقد اقترح علي أمين أن يصبح هذا اليوم عيدًا قوميًا يحتفل به الجميع صغارًا وكبارًا في 21 مارس من كل عام ، وهو اليوم الذي تنهي فيه أمنا الأرض فصل الشتاء وتستعد لاستقبال فصل الربيع، فتتدفق المياه في الينابيع والأنهار، وتكتسي الأرض بالزرع الأخضر والأزهار الجميلة، كأن الأرض تلد هذه النباتات كما ولدتنا أمهاتنا جميعًا.

وانتقلت فكرة علي أمين من دولة عربية لأخرى حتى أصبحنا جميعًا نحتفل معًا بهذا العيد مثل بقية أعيادنا، إنه يوم للذكرى والوفاء والتعبير عن مشاعر المحبة والمودة، التي تلهينا مشاغل الأيام عن التعبير عنها، وفوق ذلك كله هو طاعة لأمر الله عز وجل الذي أمرنا ببرالوالدين وخفض جناح الذل والرحمة لهما، فالجنة التي وضعها الله تحت أقدام الأمهات تعد مكافأة صغيرة لكل أم مقابل الدور التي قامت به من أجل أن تتواصل الحياة على هذه الأرض، فهن يتحملن عبء الحمل على مدى تسعة أشهر، ويعانين آلام الولادة المبرحة، ويصبرن ويضحين على مدى سنوات طويلة من أجل تنشئة أطفالهن، والأم دائمًا لا تنتظر شيئًا في مقابل كل هذه التضحيات، فما أجل العمل الذي قامت به، وما أصغر الجزاء الذي تتلقاه حين نقول لها في هذا الشهر:

كل عام وأنت بألف خير يا أمي.

 


 

سليمان العسكري