سنزرع مائة وثلاثين ألف شجرة!.. عمرو خيري

سنزرع مائة وثلاثين ألف شجرة!.. عمرو خيري

كانت في مدرستي شجرة عالية الأوراق عريضة الجذع عميقة الجذور. أذكر حين كنا نتسابق لنرى من سيضرب الكرة بقدمه لأعلى ونقيس الارتفاع بالفرع الذي تصله الكرة ثم ترتد عنه، وأذكر أن أحد أصحابي كانت ضربته قوية، فحين تخرج الكرة من قدمه تطير إلى الفضاء وتبلغ أعلى الغصون فنشهق في دهشة وإعجاب.. فها هي قد ارتقت لسماء المدرسة وسقفها. وكان مربوطاً إلى الشجرة مرمى لعبة كرة السلة، وكنا نستند إليها ونختبئ في ثنايا جذعها العريض ونحن نلعب الاستغماية.. كانت سقف عالمنا المدرسي الجميل وحضنها وسعنا جميعاً. وذات يوم مررت أمام مدرستي القديمة ورأيت عمالاً يحيطون بالشجرة، وقد قطعوا جذعها العريض الحبيب بالفأس، وربطوا فروعها العليا بالحبال وأخذوا يجذبونها.

وقفت متجمداً في مكاني وقلبي يخفق بقوة، وراحت ذكرياتي حول الشجرة تجري في ذهني سريعة، ورأيت الجذع العالي يميل إلى جانبه فذُهلت.. هل يمكن أن يسقط هذا الصرح الهائل من ذكريات الطفولة وأيام اللعب السعيدة فجأة هكذا؟ أيمكن لإنسان مهما بلغ من القسوة أن يقضي عليه؟ سمعت أنين الشجرة المؤلم وهي تميل وتسقط، ومازلت إلى الآن بعد شهور من «الحادث» أحزن كلما تذكرت كيف قتلوها!

لماذا الأشجار.. والغابات؟

ما لم أكن أعرفه هو أن ما حدث لشجرتي شجرة المدرسة قد حدث لمليارات الأشجار في جميع أركان العالم، ويحدث كل دقيقة ليلاً ونهاراً في كل قارات العالم.. والشجرة هي العنصر الأساسي المكون للغابات التي تغطي 30% من مساحة الأرض على كوكبنا، والغابة مهمة في أشياء كثيرة، منها الحفاظ على استقرار التربة، ومنع الانهيارات الأرضية، والتصحر، وحماية شواطئ العالم، وحتى استقرار هضاب الرمال في الصحراء.. ويعيش فيها حوالي 90% من كل الكائنات الحية المقيمة في البر. وكذلك توفر الأخشاب، وعلف الحيوانات، والزيوت، والصمغ بأنواعه، والعقاقير الطبيعية، والظل.

ولكن مع الأسف اجترأ الإنسان على الغابة فقطع أشجارها وأحرق مساحات منها ليزرعها وليستفيد بالأخشاب بإسراف بالغ، حتى لم يعد في العالم غير 20% من مساحات الغابات التي كانت في العالم منذ عشرة آلاف عام.

وتحافظ الأشجار على العالم كله بامتصاصها ثاني أوكسيد الكربون وإخراج الأوكسجين، ويعتبر قطع الأشجار أخطر من عوادم السيارات ودخان المصانع على البيئة، فالأشجار هي رئة العالم ولها الدور الأكبر في الحفاظ على هوائه.

لنزرع مائة وثلاثين ألف شجرة!

أصدقاء العربي الصغير.. هناك أكثر من مليار شخص يقيمون إلى جوار الغابات ويرعونها لأنهم يعتمدون على ما تقدمه لهم حتى يتمكنوا من الحياة. ولكن نحن وإن كان معظمنا لا يقيمون في مناطق قريبة من الغابات، فيمكننا المساعدة.. ونحن مطالبون بزراعة 14 مليار شجرة كل عام لعشرة أعوام متتالية حتى نعوض ما تم قطعه من أشجار في السنوات العشر الماضية، وهذا يعني أن يزرع كل شخص في العالم شجرتين كل عام لعشر سنوات.

طبعاً هذا كم هائل، ويصعب تعويض ما خسرته أرضنا.. ولكن لم لا نتحرك ويزرع كل واحد منّا شجرة؟ فالشجرة الواحدة تنتج سنوياً أوكسجيناً يكفي لتنفس أسرة من أربعة أفراد لمدة عام، وكلما قلت الأشجار قل الأوكسجين المتاح لنا جميعاً، فتعالوا نتنفس بحرية!

دعوتنا هذه يا أصدقائي جزء من حملة برنامج الأمم المتحدة للبيئة الذي ينادي بزراعة مليار شجرة في عام 2007 تحت شعار «ازرع عالمك .. حملة المليار شجرة». ونحن قراء العربي الصغير يمكننا زراعة مائة وثلاثين ألف شجرة على الأقل إذا زرع كل قارئ للعربي الصغير شجرة واحدة هذا العام.

تعهد بزراعة شجرتك

حتى تسجل مشاركتك في برنامج الأمم المتحدة، يمكنك الدخول إلى موقع:

www.unep.org/billiontreescampaign

للإطلاع على معلومات أخرى عن الحملة، والتعهد بزراعة كمية الأشجار التي تريدها على عنوان:

www.unep.org/billiontreecampaign/pledges

لكي تُعلن أنك ستزرع شجرتك (أو أشجارك) ضمن حملة العربي الصغير, اكتب: Al Arabi Reader

في خانة Organization/Government/Group

 


 

عمرو خيري