رحلة البحث عن اللؤلؤ

رحلة البحث عن اللؤلؤ

ما رأيُكم أعزائِي القُرّاء أن يعودَ بكم «جمول» إلى الماضي قليلاً، ماضي أجدادنا الجميلِ، تحتَ أعماقِ البحرِ لإحياءِ ذكرى الآباءِ والأجدادِ، وتعزيز ارتباط الجيلِ الحاضرِ من الشبابِ بتراثِ الكويتِ وماضيه، واستلهامِ العبرِ والمعاني من تضحياتِ الرعيلِ الأولِ.

ذهبَ «جمول» إلى منطقةِ الخيرانِ (وهي منطقةٌ جميلةٌ في جنوبِ الكويتِ، يحيطُها البحرُ، وتعتبرُ منطقةً سياحيةً لممارسةِ النشاطاتِ البحريةِ) في يوم يسمى (يوم الدشةِ)، وهو يعني يومَ دخولِ الغواصينِ من الشبابِ والنواخذةِ (النوخذةُ هو رئيسُ الرحلةِ) ورجالِ البحرِ متوجهينَ إلى مكانِ الغوصِ، وهناك شاهدَ جمول الأهالي والأصدقاءَ وهم يودعونَ الغواصينَ والنواخذةَ لدخولِهم رحلةَ الغوصِ للبحثِ عن اللؤلؤِ.

وهنا يا قرّاء مجلةَ العربي الصغيرِ، غواصُ اللؤلؤِ يقع تحتَ شروطٍ معينةٍ، فيجب ألا يكثرَ من الأكلِ، لأنه يثقلُ المعدةَ، ومن ثمَّ يعجزُ عن الغطسِ إلى الأعماقِ حيث يصلُ إلى 90 قدمًا دون جهاز التنفسِ الصناعي، ويستمرُ الغوصُ من الصباحِ الباكرِ حتى غروبِ الشمسِ، يتخللُّها فتراتُ استراحةٍ لتناولِ بعض الوجباتِ الخفيفةِ، وأداء الصلاةِ، وكل حسبَ قدرتِهِ، ويتخللُّ فترات الاستراحةِ أيضًا الغناء والطرب، ويشتركُ جميعُ البحارةِ في أداءِ الغناءِ والتصفيقِ بما يسمى (الزهيريات)، والمغنّي الرئيسي يسمى «النهام»، وبعد يومٍ أو يومين من اصطيادِ المحار، يتمُ «فلقِهِ» لأنه في تلك الأثناءِ يصبحُ سهلاً للفلقِ بعد موتِ الحيوانِ بداخلهِ، وانفتاح الصدف بنفسِهِ بعض الشيءِ، ويجمعُ حصاد اللؤلؤ، ويصنّفُ اللؤلؤ على حسبِ نوعِهِ وحجمِهِ وألوانِهِ، وبعد الانتهاءِ من رحلةِ الغوصِ، يستعدُّ النوخذةُ للرجوعِ ويسمى يوم «القفال» وهو يوم عودةِ الغواصين وانتهاء موسم الغوصِ والعودةِ إلى الكويتِ، وعلى الشاطئِ يقامُ لهم احتفالٌٌ شعبيٌ كبيرٌ، حيث يتجمعُ الأهالي على ساحلِ البحرِ يترقّبون العائدينَ بالفرحِ والزغاريدِ وضربِ الدفوفِ، وعند وصول سفن الغوصِ إلى المكانِ المحددِ يترجّلُ البحارةُ ويتوجهون إلى منصةِ الاستقبالِ لتقديمِ النخبة، حيث يتم عرض حصيلة المحارِ مع مصاحبةِ أنواع الفنون البحرية التي يشاركُ بها الأهالي والبحارة معًا على الشاطئ.

 


 

حصة الشميمري