أدباء الغد

أدباء الغد

النحلةُ الذكيةُ

في إحدى الغاباتِ الكثيفةِ، كانت تعيشُ نحلاتٌ جميلاتٌ. كنّ يتعاونّ في العملِ ويتقاسمنهُ، فقد كانت هناك نحلاتٌ يعتنين بالبيضِ، وبعضهن يذهبُ ويجمعُ الرحيقَ من زهرةٍ إلى أخرى.

وفي أحد الأيامِ، أتى دبٌ شرسٌ إلى الغابةِ، فعندما شمّ رائحةَ العسلِ تتبعها، فوصلَ إلى مسكنِ النحلاتِ، وعندما شاهدنهُ، بدأنَ بالهربِ، فهدأتهنّ الملكةُ وتقدمت نحوَ الدبّ وقالت له: اتركنا وشأننا، فنحنُ نريدُ أن نعيشَ بسلامٍ، فأجابها: أنا جائعٌ وأريدُ أن آكل العسلِ، فقالت له الملكةُ: لكن العسلَ من حقنا نحن، فهو غذاءٌ لأطفالِنا الصغارِ، فغضبَ الدبُّ، وأخذ يهزّ أغصانَ الشجرةِ لتسقط خلية النحلِ. وراحت النحلاتُ يصحن وهنّ يرتعدن من الخوفِ، فصاحت الملكةُ: مهلاً مهلاً سنتفق، فوقفَ الدبُّ وقال لها: سأعقدُ صفقةَ أنا وأنت ستعطونني العسلَ دائمًا وتضعنهُ أمام الباب وتذهبنَ. فقالت: أنا موافقةٌ ما دمنا لن نخسر حياتنا.

وفي اليومِ التالي، عملت النحلاتُ بجدٍّ، وفي الليلِ وضعن العسلَ أمام البابِ، فأتى الدبُّ وأخذهُ. ومرّت الأيامُ وهن على هذا الحال، وجاع صغارُ النحلُ، وحزنت الملكةُ لحالهن.

وفي يوم أتت أختُ الملكةِ لتزورها، وقد كانت ذكيةً جدًا، وعندما وصلت، وجدت الخلية حزينةً، فسألت أختَها عن سبب حزنهن. فقالت: إنه الدبُّ، لقد أخذَ منا كلَّ العسلِ، وقد تعبَ النحلُ كثيرًا بسبب العملِ طوال الليلِ والنهارِ، فحزنت الأختُ لما حلّ بأختِها، وبعد وقتٍ من الصمتِ والتفكيرِ، قفزت الأختُ من مكانِها وهي تقولُ: لديّ فكرةٌ، ولكننا نحتاجُ لمساعدةِ دودات القزّ. فذهبَ بعض النحلِ إلى بيتِهنّ، وطلب منهن خيوط الحريرِ. وعندما عدن إلى الخليةِ أمرتهن الأختُ الذكية بصنع شباكٍ كبيرةٍ. وبعد أن انتهينَ من صنعِ الشباكِ، قسّمت الأختُ النحلَ إلى مجموعتينِ، مجموعة دخلت في برميلِ العسلِ، ومعهن الأختُ الذكيةُ، ومجموعة اختبأت وراء شجرة كبيرة، وعندما جاءَ الدبُّ أخذَ البرميلَ وذهبَ. وحينَ وصلَ إلى الشجرةِ، حيث كانت النحلات مخبّآت. جلس ليأكل العسلَ، وعندما فتحَ البرميلَ خرجت النحلاتُ منه ولسعنه، وطارت النحلاتُ المخبآتُ وراء الشجرةِ إلى الأعلى، ورمينَ عليه الشباكَ، فهربَ الدبُّ من الغابةِ، فقامَ النحلُ باحتفالٍ كبيرٍ، وعاشوا سعداء.

الاسم: نور اليقين احفيظ - الجزائر
العمر: 9 سنوات

اللعبة

كانَ وسيمٌ يعيشُ مع أمه وأبيهِ في سعادةٍ وأمانٍ. وذات يوم، سافر أبوهُ لقضاءِ بعض الأشغالِ. وكان الطفلُ ينتظرهُ كل يومٍ بشوقٍ ومحبةٍ. وبعد مدة، وبينما كان وسيمٌ يلعبُ مع أصدقائهِ، فوجئ بمجيءِ أبيهِ من سفرِهِ، فعانقه عناقاً حارًا. ولما دخلاَ إلى المنزلِ، أهداهُ أبوهُ كرةً جميلةً فسرَّ الولدُ كثيرًا بهديةِ الأبِ. وبعد ذلك، خرجَ ليلعبِ بالكرةِ مع صديقِهِ بسام في الحديقةِ. سألهُ بسام: من أينَ اشتريتَ هذه الكرةَ الرائعةَ؟ فقال لهُ: لم أشترها، ولكن أبي هو الذي أهداها لي. وانهمكا في اللعبِ معًا، وهما في غاية الإنشراحِ.

مضى وقتٌ ليس بالقصيرِ، ثم سمعَ وسيم صوتَ أمه يناديه، فودّع صديقه وأسرعَ إلى البيتِ، تناولَ وجبةَ الغداءِ، ثم خرج، لكنه لم يجد لعبته، فحزنَ عليها بشدة، ثم قال لأمهِ: صديقي بسام هو الذي سرق لعبتي، لقد أعجبته كثيرًا، فقالت له أمهُ: لا تقل هذا الكلام يا بني، فلعلهُ لم يسرقها، إن بعض الظن إثمٌ.

لم ينصت الطفلُ لكلامِ أمهِ، فذهبَ عند بسام وسأله عن كرته بطريقةٍ غير لائقةٍ، فردّ عليه بأنه لم يشاهدها، ولم يسرقها، وعادَ وسيم إلى البيتِ وهو يقول لأمِهِ: إن بسام سرق كرتي وكذب عليّ، فقالت له: اذهب إلى الحديقةِ وابحث عنها، ربما تكون هناك.

فخرجَ وبدأ يبحث، ثم وجدها فوق الشجرةِ، فتذكر أنه قد تركها هناك، ودخلَ إلى البيتَ وذهب إلى أمهِ وأخبرها بأنه عثر على الكرةِ المفقودةِ، أحسّ بارتباكٍ كبيرٍ واحمرت وجنتاه من الخجلِ. فقالت أمهُ: حقًا إنك تعلمت درسًا لن تنساه طوال حياتك. اتهمت صديقتك زورًا دون أن تتأكد، والآن اذهب بسرعة واعتذر له عن كلِّ ما صدرَ منكَ.

الاسم: إحسان المحدالي - المغرب
السن: 12 سنة