موسوعة الآلات الموسيقية (الجزء الأول)

موسوعة الآلات الموسيقية (الجزء الأول)

رسوم: محمد يونس

آلات النفخ الموسيقية

هل قمت يومًا بتقريب صدفة أو قوقعة وجدتها على شاطئ البحر من أذنيك لتسمع صوت الصفير الخفيض الذي يخرج منها؟، أو نفخت في أحد أطرافها فسمعت الصوت العالي الناتج عن ذلك؟، إن كنت فعلت فقد اكتشفت آلة النفخ الأولي التي اكتشفها الإنسان منذ أقدم العصور، فعندما نفخ الإنسان الهواء في الأصداف الفارغة التي كان يجدها على شاطئ البحر لاحظ صوت الصفير الذي نتج من الصدفة نتيجة لنفخ الهواء فيها، ومن هنا بدأت فكرة الآلات الموسيقية المعتمدة علي النفخ في أي جسم مجوف أي فارغ من الداخل سواء كان صدفة أو عظمة حيوان أو جزءًا من نبات، فهذا النوع من الآلات هو ثاني نوع يعرفه الإنسان بعد أن أكتشف الآلات الإيقاعية أولاً.

ويخرج الصوت أساسًا من آلات النفخ لأن الهواء داخل الجسم المجوف يهتز عندما ينفخ العازف في أحد طرفي الآلة، ولما تطور الإنسان بدأ يصنع آلات النفخ بدلاً من أن يجدها في الطبيعة حوله، فصنع المزمار الأول من الخشب، ثم اكتشف أن المزمار القصير تخرج منه أصوات أعلى و أكثر حدة من المزمار الطويل، وبالتالي فقد صنع المزامير مختلفة الطول ليحصل على نغمات وأصوات مختلفة، قبل أن يهديه تفكيره إلى ثقب المزمار لأن الصوت الخارج من الثقب يكون أعلى وأكثر حدة من الصوت الخارج من الطرف الآخر من المزمار ومن هنا يكون كل ثقب في المزمار كأنه مزمار جديد.

وتنقسم آلات النفخ إلى آلات خشبية وأخرى نحاسية، ومن الطبيعي أن تظن أن الآلات الخشبية كلها مصنوعة من الخشب، والنحاسية كذلك مصنوعة من النحاس أو المعدن، لكن الحقيقة أن هذا التصنيف ليس صحيحًا دائمًا، فهناك بعض الآلات المصنوعة من المعدن ولكنها تعتبر تابعة للآلات الخشبية لأن الصوت الذي يخرج منها قريب من أصوات الآلات الخشبية وليس حادًا مثل أصوات الآلات النحاسية.

الآلات الخشبية

وإذا تحدثنا عن الآلات الخشبية باعتبارها الأقدم، فسنعرف أن أول ما يمكن أن نطلق علية آلة نفخ موسيقية حقيقية هو (الناي)، وهو يتميز بصوت هادئ وجميل، ويتكون من اسطوانة من الغاب المجوف بها ستة ثقوب علوية بالإضافة إلى ثقب واحد سفلي، وقد وجدنا العديد من اللوحات الفرعونية التي تمثل المصريين القدماء وهم يعزفون على الناي الذي يعد بحق أساس آلات النفخ عمومًا والذي مازال مستخدمًا حتى أيامنا هذه خصوصًا في الموسيقى العربية.

وتعد (الشوم ) من الآلات الشبيهة بالناي، إلا أنها أصغر منه حجمًا، وبالتالي فإن صوتها أعلى وأرفع، كما تنتهي أسطوانتها المثقبة ببوق عليه بعض الثقوب الصغيرة أيضاً، وقد أخذت أوربا هذه الآلة العربية واستخدمتها خصوصًا في الموسيقى العسكرية كما طورت عنها واحدة من أهم الآلات الأوربية التي يستخدمها العالم كله الآن وهي آلة (الأبوا).

ولا تنسَ أن المادة التي تصنع منها الآلة ليست هي العامل الاساسي في تصنيفها كتابع للآلات الخشبية ولكن صوتها الغليظ هو السبب. وتتكون أساسًا من أسطوانة طويلة عليها سبعة ثقوب علوية وسفلية، وقد انتشرت هذة الآلة في القرون الوسطى خصوصا إذا كان المطلوب هو تقليد أصوات الطيور أو عزف الراعي للأغنام، كما كانت تستخدم في الأفراح والجنازات الغربية. ولكن الريكوردر بدأ في الانحسار مع ظهور آلات حديثة مثل الفلوت والكلارنيت في القرن الثامن عشر، قبل أن تظهر من جديد في القرن العشرين بسبب بساطة تركيبها التي تعجب الكثير من هواة العزف على آلات النفخ. كما أن العازف المتمكن يمكنه ببعض الجهد أن يجعل الريكوردر تعزف كل الالحان التي تعزفها الآلات الأخرى الأكثر تطوراً.

أما (الفلوت) الحديث فهو آلة تطورت عن الناي و يشبه صوتها تغريد العصافير، وتصنع هذة الآلة أحياناً من الفضة أو الذهب أو البلاتين وأحياناً من خشب الأبنوس، ويقوم العازف على هذة الآلة بنفخ الهواء من جانب الأسطوانة الرئيسية للفلوت وليس من أحد طرفيها كما في الناي، وتتكون الأسطوانة التي يبلغ طولها 66 سم، من ثلاث قطع يسمح تركيبها أن تتداخل في بعضها بحيث يمكن تغيير طول اسطوانة الفلوت إلي الأقصر إذا قام العازف بدمج قطعتين معاً

وبالتالي فإن مقدار الهواء داخل الأسطوانة يصبح أقل ويهتز بسرعة أكبر فيخرج الصوت أعلى وأكثر حدة، ولكن عازف الفلوت لا يلجأ كثيراً إلى هذة الحيلة لأن أسطوانة الفلوت عليها ثقوب كثيرة يمكن للعازف أن يسد بعضها بأصابعه ليصنع نغمات مختلفة، كما توجد صمامات يكبسها لسد مجموعة من الثقوب معًا، و يستخدم العازفون المبتدئون فلوتاً له ثقوب مغطاة حتي يتقنوا حركة سد الثقوب بالأصابع.

ويسمي الفلوت الصغير (بيكولو)، وهذه الكلمة ايطالية وتعني الصغير. ولأن الأسطوانة الأساسية لهذة الآلة قصيرة، فإن صوتها حاد كصوت العصفور الصغير.

الآلات الخشبية ذات القصبات أو الريشات

مازلنا نتحدث عن الآلات الخشبية ولكن هنا يقوم العازف بنفخ الهواء عن طريق قصبات من الخشب يطلق عليها ريشات، وعندما تهتز هذه الريشات فإنها تجعل الهواء داخل أسطوانة الآلة الموسيقية يهتز محدثاً الأنغام التي نسمعها، أي أن العازف لا ينفخ مباشرة في طرف الآلة، ومن أهم الآلات ذات الريشات آلة (الأبوا) التي قلنا من قبل إنها تطورت عن آلة الشوم تقريبا في القرن السابع عشر.

ولهذه الآلة ريشة مزدوجة مصنوعة بدقة كبيرة عند الفتحة التي ينفخ فيها العازف، كما نجد حوالي عشرين ثقبا مغطاة بمكابس متجاورة على أسطوانة الأبوا الحديثة أما الأبوا الأولى فكان لها ثمانية مكابس فقط. ولابد أن نذكر أن العزف على الابوا يتطلب مهارة أكبر مثلاً من المطلوبة للعزف علي الفلوت أو الكلارنيت، لكن المتمكنين من العازفين يمكنهم أن يمتعونا بموسيقي دافئة وصافية.

ومن الآلات شديدة الشبه بالأبوا، آلة ( البوق الإنجليزي)، ومن العجيب اطلاق هذا الاسم عليها لأنها لاتشبه البوق كما انه ليس هناك أي دليل على أنها انجليزية النشأة!. عموما يصل الهواء إلى أنبوبة البوق الإنجليزي الرئيسية عن طريق ريشة مزدوجة وبعد أن يمر بها يخرج من الطرف الآخر المتسع باتجاه الخارج وكأنه مكان مناسب لوضع بصلة متوسطة الحجم، وصوت البوق الإنجليزي يشبه صوت الأبوا كثيراً، فللاثنين صوت عالٍ وحاد نوعاً ما.

ويأتي اسم آلة ( الكلارنيت) من أصل إيطالي ويعني الترومبيت الصغير، هذا لأن صوت الكلارنيت القديمة كان يشبه صوت الترومبيت إلى حد كبير، والنفخ في هذه الآلة يكون عن طريق ريشة منفردة موجودة بداخل أحد أطرافها، ويمكنك أن تتعرف على أنواع عديدة من الكلارنيت تختلف في الطول والحجم لإصدار الأصوات المختلفة، وإن كان بعضها نادر الاستعمال بالطبع. وتبقى مهارة العازف هي الاساس في جعل الكلارنيت آلة متعددة النغمات والطبقات، فالعازف ينفخ الهواء بقوة أو بضعف ويستخدم الثقوب والمكابس على ظهر الآلة حتي تتمكن الكلارنيت من عزف أحلى وأجمل النغمات. ونحن نري هذه الآلة في صفوف الأوركسترا وفي الفرق الخاصة بالآلات الخشبية، كما يمكن أن نستمع إليها منفردة أو في الموسيقي العسكرية.

وقد أعجب العديد من كبار مؤلفي الموسيقي الأوربيين مثل موتسارت وبتهوفن بهذة الآلة وكتبوا لها خصيصاوتشبه ( الباص كلارنيت) الكلارنيت، لكنها تزيد عنها بالبوق الفضي اللون الذي تنتهي به أسطوانتها، وتعزف الباص كلارنيت نغمات منخفضة اكثر من تلك التي تعزفها الكلارنيت، كما تتشابه الباص كلارنيت مع آلة شهيرة من نوع آلات النفخ النحاسية هي (الساكسفون)، والتي نتحدث عنها هنا باعتبارها من آلات النفخ ذات الريشات ولكنها تصنع من النحاس وأحيانا من الفضة. وسنتحدث عنها بالتفصيل فيما بعد.

(الباصون) كلمة إنجليزية تعني المزمار، ولهذه الآلة اسم آخر هو (فاجوت) ويعني باللغة الإيطالية الحزمة، ذلك لأن هذة الآلة تتكون من أنبوب خشبية طويلة ملتوية على شكل أنبوبتين متجاورتين متفاوتتين في الطول. وللباصون مجموعة من الثقوب تغطي بالمكابس والمفاتيح. وقد عرفت هذه الآلة في القرن السادس عشر واشتركت مع الشوم والريكوردر في الفرق الموسيقية، وقد لحق الكثير من التطور بتركيب الباصون على مر السنوات، فأصبحت الآن أفضل وأوضح صوتاً من السابق.

ومن آلات النفخ التي يعزف فيها بواسطة الريش أيضا آلة جميلة وقديمة هي ( مزمار القربة الاسكتلندية)، وفيها يقوم العازف بنفخ الهواء عن طريق أنبوب خشبي متصل بقربة أو حقيبة من القماش، لكن الصوت يصدر عندما يخرج الهواء من القربة إلى الأنابيب الخشبية الأربعة المتصلين بالقربة من جهات أخرى، وعلى أحد هذه الأنابيب يوجد ثقب للتحكم في النغمات. وقد عرفت القربة كوسيلة للعزف منذ أقدم العصور خصوصا في المنطقة العربية قبل أن تنتقل الي أوربا وتنتشر فيها، ويصبح لكل دولة نوع معين ومختلف عن باقي القرب الموجودة في الدول الأخري. وقد اكتسبت القربة الأسكتلندية بالذات شهرة كبيرة وهي صورة مصغرة من القرب التاريخية القديمة، ويعرف الاسكتلنديون خصوصًا والأوربيون عموماً باستخدام القربة الاسكتلندية في الشوارع والمتنزهات والأماكن العامة، ويساعدهم على ذلك صوت هذه الآلة المرح الذي يوحي بالنشاط والحيوية.

آلات النفخ النحاسية

يمكننا الآن أن نتحدث عن هذا النوع من الآلات، وهو مثل الآلات الخشبية ولكن صوته يتميز بالحدة، وتصنع الآلات النحاسية غالبًا من خلط النحاس بمعادن أخرى، ولكنها تصنع أحيانًا من معادن مختلفة أخرى بعيدًا عن النحاس مع أن اسمها يظل الآلات النحاسية على كل حال، وبالطبع فإن الآلات النحاسية قد تطورت عن الخشبية التي بدأت هنا في بلاد الشرق قبل آلاف الأعوام، ولكن الآلات النحاسية خصوصًا قد ظهرت في الغرب ومازالت من العلامات المميزة لموسيقاهم.

ومن أشهر هذه الآلات وأحدثها ابتكارًا(الساكسفون)، وكما قلنا فهو من الآلات التي ينفخ فيها الهواء عن طريق ريشة تصنع بمواصفات معينة، ومن حسن الحظ أن هناك تاريخًا واضحًا لليوم التي اخترعت فيه هذه الآلة وهو 12 يوليو عام 1840 م، علي يد العالم الألماني ساكس، وتلاحظ أنها أخذت اسمها منه. وتشبه الساكسفون الغليون الذي يدخنه بعض الناس ولكنها كبيرة الحجم، ومنها سبعة أحجام كل حجم يعطي صوتًا مختلفًا عن الآخر.

وتستخدم هذه الآلة بكثرة في موسيقي ( الجاز)- وهي نوع من الموسيقي التي كانت تخص زنوج أمريكا في الماضي لكنها انتشرت بعد ذلك في أوربا وعرفها العالم كله- كما تشترك الساكسفون في الفرق الخاصة بآلات النفخ النحاسية، وتنتظم في صفوف الأوركسترا وفي الموسيقى العسكرية، كما يمكن الاستماع إليها منفردة بالطبع.

ومن أشهر الآلات أيضا الترومبيت، ويتكون الترومبيت الحديث من 3 صمامات أو مكابس وعمود طويل مخروطي الشكل في آخره ومن الآلات الشبيهة جدا بالترومبيت ( الكورنيت وبوق فلوجل)، فلهما نفس التركيب مع تغيرات طفيفة، وعندما يضغط العازف على أي من الصمامات الثلاثة فإنه يزيد طول الأنبوب الذي يمر فيه الهواء وبالتالي يخفض النغمة الخارجة من الترومبيت لأن الهواء سيسير أكثر مما كان عليه أن يسيره في الأنبوب قبل أن يخرج من البوق.

وكل صمام من الصمامات الثلاثة يزيد طول الأنبوب بمقدار معين من السنتيمترات وبالتالي يتغير الصوت بقدر معين، وطول أنبوب الترومبيت 46 سم وهومناسب لجميع الفرق الموسيقية ويستخدم ضمن فرق الأوركسترا وفرق موسيقى الجاز والموسيقي العسكرية، وقد نشأ الترومبيت في ألمانيا أيضا ولكن يبدو من بعض لوحات الفراعنة أن له أصولاً فرعونية، وقد حظي بالعديد من التطورات في شكله حتى استقر على صورته الحالية.

أما (الترومبون) فهو آلة ذات أنابيب أسطوانية طويلة تلتف حول نفسها فتشكل حرفي (u) متقابلين، وينتهي طرف الأنبوبة الأولى والثانية بجزء للنفخ بينما الأنبوبة الثالثة وهي مخروطية الشكل أي تتسع كلما اتجهنا إلى الجهة الأخرى منها فتنتهي بما يشبه الجرس أو البوق. ويتحكم العازف في درجة الصوت بواسطة صمامات وضواغط، كما يستخدم الأنبوب الثاني الذي يمكن أن يدمج في الأول لإطالة وتقصير رحلة الهواء داخل الآلة.

وتعد ( التوبا) هي الأكبر بين الآلات النفخية النحاسية وهي واحدة من آخر الإضافات إلى الأوركسترا الحديثة، وكان ظهورها الأول في منتصف القرن التاسع عشر عندما حلت محل آلة الأوفكليد بشكل كبير، وعادة ما يكون هناك توبا واحدة في الأوركسترا فهي المسئولة عن إخراج أكثر الأصوات عمقا وغلاظة بين الآلات الآخرى في قسم الآلات النحاسية، كما يمكن أن نستمع لها في عرض انفرادي، ونجدها أيضًا في الفرق الموسيقية المعتمدة على الآلات النحاسية فقط أو حتى في الفرق الموسيقية الخاصة بالآلات النفخ عمومًا.

تتكون التوبا من أنبوب رئيسية مخروطية الشكل ذات نهاية واسعة تشبه الجرس، هذه الأنبوب يمكن خلعها وتغيير وضعها، فعندما يكون الناقوس أو البوق الخاص بالتوبا موجها إلى الأمام بدلاً من أن يكون صاعدًا إلى أعلى تسمى التوبا بـ «المسجلة»، نظرًا لانتشار ذلك النوع من التوبا في أيام بدايات تسجيل الموسيقي.

وعندما يلتف عمود التوبا بحيث يدور حول جسد العازف كما نرى ذلك في بعض المسيرات العسكرية خصوصًا في دول أوربا حيث يسير الجنود العازفون حاملين الآلة الكبيرة الملفوفه حول جسدهم، يطلق على هذه التوبا «هيليكون»، أما « السوسافون» فهي مثل الهليكون تمامًا ولكن الناقوس موجه إلى أعلى أو منحنٍ إلى الأمام.، كما يوجد في التوبا بأنواعها عدد من الصمامات التي تستخدم في تقصير طول عمود الهواء لتغيير النغمات الخارجة منها.

وبالنسبة (للكورنو) أو (الكورنيت)، فهي من أقدم آلات النفخ عمومًا فقد صنعت قديمًا من قرون الحيوانات، ولذلك تجد أن اسمها قريب من لفظ قرن أو قرون، ولكنها الآن تصنع من أنبوبة من المعدن تلتف حول نفسها لتأخذ حيزًا صغيرًا، وتنتهي ببوق كبير، كما توجد في بدايتها قطعة صغيرة للنفخ تسمي ( بوكينو).

ومن الآلات القديمة أيضا ( البوق الفرنسي )، فقد تم استخدامه بشكله المميز عن الأبواق الأخرى منذ القرن الثامن عشر، وكان ذلك في إنجلترا حوالي عام 1710 م، وفي البدايه كان يتكون من بوق يتسع كلما اتجهنا إلى الخارج متصل بأنبوب طويل ملتف في حلقتين وينتهي بقطعة الفم أو القطعة التي يضعها العازف في فمه، ثم أضيفت قطعة متحركة إلى الأنبوب الرئيسي في البوق الفرنسي تمكن العازف من تغيير طول البوق والحصول على مجموعة متنوعة من النغمات. ومن مميزات هذه الآلة أيضا القدرة على عزف النغمات المرتفعة وهي نوع من النغمات لا تستطيع باقي الآلات النفخية النحاسية عزفها بنفس مهارة البوق الفرنسي، ولهذه الآلة شكل رائع حيث تلتف الأنبوبة الأساسية لها والتي يبلغ طولها 12 قدمًا حول نفسها في شكل دائري وتنتهي بالبوق أو الجرس، ويستخدم العازف المكابس والمفاتيح ليغير النغمات كما يضع يده في بوق الآلة أحيانًا إذا أراد أن يخرج صوتًا مكتومًا بعض الشيء.

الأوكورديون

ربما تتعجب إذا عرفت أن الأوكورديون من آلات النفخ رغم أن العازف لا يقوم بالنفخ في أحد أطرافه ككل الآلات السابقة، فإخراج الأصوات من هذه الآلة يعتمد على منفاخ من الجلد يمتلئ بالهواء عندما يفتحه العازف باليد اليسرى، وعندما يضم العازف المنفاخ ثانية يضغط الهواء وتخرج النغمات، ومفاتيح الأكورديون صغيرة ويعزف عليها باليد اليمنى وهي تشبه أصابع البيانو، ومخترع هذه الآلة رجل اسمه (دميان)، وكان هذا عام 1829م.

ولم يكن لهذه الآلة قديماً أصابع مثل البيانو ولكن كانت ذات أزرار على جانبيها، ثم أضاف (بوتون) وهو رجل فرنسي لوحة أصابع البيانو إلي آلة الأوكورديون وذلك عام 1852م، وسميت الآلة (أكورديون البيانو)، ثم أصبحت (الأوكورديون) فقط، وانتشرت في كل أنحاء العالم كما اشتركت في معظم أنواع الفرق الموسيقية، كما أن لها فرقًا خاصة بها.

الهارمونيكا

بعكس كل آلات الأرغن لا يوجد في الهارمونيكا لوحة مفاتيح وإنما تعزف عن طريق نفخ العازف للهواء في فتحات الأنابيب المكونة للهارمونيكا. حيث تتكون هذه الآلة من مجموعة من الأنابيب المعدنية أو البلاستيكية مختلفة الأطوال والتي تلتصق ببعضها وتغلق فتحاتها السفلية، بينما تظل فتحاتها العلوية لكي يقوم العازف بنفخ الهواء فيها. وتوضع هذه الأنابيب في جسم خارجي يجمعها معًا. كما يتراوح عدد الأنابيب بين 4 في هارمونيكا الأطفال و16 أنبوبًا في هارمونيكا العازفين المحترفين.ومن الطريف أن الهارمونيكا تصدر النغمات الموسيقية إذا قام العازف بسحب الهواء منها، أي أن العازف قادر على العزف عن طريق الزفير والشهيق أيضاً.

الأرغن

آلة من العصور الوسطى، عبارة عن لوحة مفاتيح كتلك الموجودة في البيانو وعندما يقوم العازف بالضغط على مفتاح منها، فإنه يسمح للهواء أن يدخل إلى أنبوب طويل من الخشب و بالتالي يتذبذب الهواء في هذا الأنبوب محدثًا الصوت الذي يخرج من طرفه الآخر. كما توجد به سدادات لتسد فتحة الأنابيب التي لا يريد العازف أن يخرج منها صوت. وتعزف هذه الآلة عن طريق شخصين أحدهما يضغط على المفاتيح والآخر مسئول عن تشغيل منفاخ الهواء الموجود خلف الأرغن الكامل والذي ينتج الهواء الذي يدخل إلى الأنابيب جميعًا ولكن الصوت يخرج من الأنبوب المتصل بالمفتاح الذي ضغط عليه العازف الأول لأن السدادات تمنع الأنابيب الأخرى من إصدار أي صوت.

وقد كانت هذه الآلة مخصصة للمناسبات الاجتماعية والحفلات الصغيرة حيث يمكن نقلها بسهولة من مكان إلى آخر، كما أنها لا تحتاج إلى قاعدة معينة لتثبيتها عليها بل توضع على أي طاولة في المكان.

المصفار

هو آلة قديمة وبسيطة التركيب جدًا، فهو عبارة عن مجموعة من الأنابيب مختلفة الأطوال والتي ترتب من القصير إلى الطويل وتثبت على هذا الوضع. حيث ينفخ العازف في هذه الأنابيب المفتوحة من الجهتين. وبالطبع فإن الأصوات الناتجة من الأنابيب القصيرة تكون أكثر حدة من تلك الصادرة من الأنابيب الطويلة.

 


 

أميرة غريب

 




غلاف الهدية











آلة نفخ مزدوجة بدائية





الأوبوا





ومن آلات النفخ أيضًا (الريكوردر) وتصنع من الخشب، كما توصل البعض إلى صنعها من البلاستيك وهو ما يجعلها رخيصة وسهلة الاقتناء للمبتدئين والهواة. من قصبات الخشب المفرغ يُصنع الناي











البوق





أوبوا قديمة





الميوزيتا الإيطالية





الترومبيت





مزمار القرب الاسكتلندية





التيوبا





التيوبا (من عائلة الساكسفون)





ترومبيت





الهورن





التوبا





الكورنو





البوق الفرنسي

















الأرغن