أبنائي الأعزاء

أبنائي الأعزاء

إذا كنت من متتبعي الأخبار فلا تندهش إن قرأت اليوم خبرًا عن استيقاظ ديناصور من تحت الجليد بعد أن مرت عليه آلاف السنين وهو مدفون فيها، أو أن رجالاً صغار الحجم، خضر اللون، قد هبطوا من سفينة فضائية في وسط المدينة وذهبوا إلى أقرب محل لتناول البيتزا، أو أن علماء الوراثة نجحوا في إنتاج بقرة بثلاث عيون، وما أغرب الأخبار التي قد تسمعها اليوم ، ولكن قبل أن تصدق أيّا منها عليك أن تعرف ان هذا هو أول أبريل، حيث يكذب الناس كذبة كبيرة تكفيهم العام كله ، كذبة بيضاء لا يقصد بها إلا المرح والضحك ، وفي الغرب ـ الذي جاءتنا منه هذه الفكرة ـ يطلقون على هذا اليوم يوم المغفلين، أولئك الذين يصدقون أي شيء يقال لهم، وأنا واثق أنكم لستم من هذا النوع، ولا تصدقون أي كلام يقال لكم إذا كان يتنافى مع العقل والمنطق، ولايعرف أحد على وجه التحديد لماذا خصص هذا اليوم بالذات للكذب، ولكن البعض يقول: إن السبب هو الاحتفالات المرحة، التي كانت تقام بمناسبة قدوم الربيع وعودة الخضرة والنضارة إلى الطبيعة بعد شتاء بارد، وقيل أيضًا إن شهر أبريل كان من قبل هو الشهر الأول من العام، ثم أمر الملك الفرنسي شارل الأول بتغيير بداية العام ليكون في أول يناير، ومع ذلك ظل العديد من الحمقى ينتظرون بداية العام مع أول كل أبريل، على أي حال، لا يوجد ما يبرر الكذب، فالكذب ليس له ألوان ، ولا توجد واحدة بيضاء وأخرى سوداء، ولا يوجد للكذب وقت، لأنه مكروه في كل وقت ومكان.

 


 

سليمان العسكري

 




صورة الغلاف