أدباء الغد

أدباء الغد

البنت والحلم

كان يا ما كان في سالف العصر والأوان بنت شقيّة قالت لها أمها اذهبي لتشتري الطماطم، قالت البنت: حاضر يا أمي، ذهبت البنت لتشتري الطماطم فشاهدتها صديقاتها فقلن لها هيا نشتري الحلوى بالنقود التي معك واتركي التفكير في الطماطم، وعندما ذهبت إلى البيت قالت لها أمها أين النقود فكذبت البنت وقالت لقد ضاعت النقود، وفي الليل عندما نامت البنت استيقظت وهي تصرخ من أسنانها بسبب الحلوى فاستيقظت من النوم وحمدت الله أنه كان مجرد حلم.

فاطمة كريم عبده - مصر

الأمومة وأجمل اللحظات

كان منظر جارتنا بشرى وهي ترضع طفلتها «نهيلة» بين ذراعيها منظرًا جميلاً يفيض بمعلم الأمومة الحية وكانت كلما ضحكت الطفلة أو ابتسمت زادتها أمها عناقا وقبلات، كانت الصورة تجسد في نظري معنى الأمومة الحقة المفعمة بأواصر الشغف والحب واللطف، كنت أحس أن بشرى لا تتمنى لكثرة حبها لطفلتها أن تبتعد عنها ثانية واحدة، بينما كانت الطفلة تحرك أطرافها تارة لناحية وتارة لناحية أخرى متلاهية عما يدور حولها ومكتفية من هذا العالم بحنان أمها المتماطر عليها فهو يغنيها عن كل شيء في العالم والوجود في هذه اللحظة.

العاطفة المتبادلة

سأخصص هذه الصفحة لسرد موقف ليس بطوليا قدر ما هو شهم وإنساني، أليس جميلاً بل رائعًا أن ترى صداقة تجمع بين إنسان عادي وآخر معاق يبادل كل منهما الآخر الحب والاحترام، إنه موقف ينم على عاطفة الأول وحنانه ومدى تواضعه وليونة قلبه كما ينم كذلك على الروح الصادقة المتفاعلة بالنسبة للثاني، هذا الحدث حقيقي وصادق ومر أمام عيني لقد كان كل من الشخصين يسير في طريق وما إن رأى كل منهما الآخر حتى تسابقا للتصافح، والأجمل من هذا كله أن هذين الصديقين مازالا شابين ومع ذلك فهما يعطيان نموذجًا يقتدي به المجتمع، لقد كان لهذا الموقف وقع خاص في قلبي، أدركت أنه مازال في هذه الدنيا أناس يتبادلون فيما بينهم أواصر الحب وان كان الاختلاف بين هذين الصديقين فهما قد تحديا هذا العائق، والأروع هي تلك الابتسامة البريئة التي طبعت على وجه الفتى المعاق كانت تضم كل معاني الاعتراف بالجميل. ومن خلال هذه المقالة أناشد المجتمع أن يغير نظرته للمعاق ويحاول ما أمكن إدماجه في حياته العادية لا أن يهمشه ويقصيه حيث هو فرد منه ولا يمكن لأحد محو هذا الواقع.

مساهمتان للصديقة
إكرام المهدي - المغرب