لابد وأنكم شاهدتم العديد من الأفلام التي أنتجتها شركة والت ديزني، ذلك العالم الساحر الحافل بالأميرات الجميلات، والفرسان الشجعان، والأقزام الصغار، لابد أنكم شاهدتم سنوهوايت، وسندريلا، وحورية البحر، والجميلة التي فكت السحر عن الوحش، كل هؤلاء الأميرات كن من الجنس الابيض، والحكايات في معظمها مستوحاة من القصص الشعبية الأوربية، أي أنها بشكل او بآخر تتحدث عن تفوق الجنس الابيض، كان هذا قديما، ولكن الامور اختلفت الآن، ففي العصر الذي نحن فيه تتقارب الأجناس، وتتداخل الثقافات، لذا فإن نموذج الأميرة البيضاء كان يجب ان يتغير، ويبدأ إنتاج نوع آخر من الأميرات ينتمين إلى أجناس مختلفة، لذا ففي فيلم علاء الدين شاهدنا الأميرة «ياسمينة» ذات الملامح العربية، وشاهدنا «بوكا هنتس» التي تنتمي إلى سكان أمريكا الاصليين او الهنود الحمر، وحان الوقت الآن لنشاهد أميرة من جذور أفريقية، وهذا هو ماتسعى والت ديزني لتحقيقه في فيلمها القادم، وهو يحمل اسم «الأميره الضفدعة»، وسوف تقوم ببطولته أميرة سوداء اسمها «مادي».

ومثل كل واحدة من أميرات ديزني سنجد صورتها على عشرات المطبوعات والدمى والقمصان، وستدور أحداث الفيلم في مدينة «نيو اورليانز» الأمريكية اثناء تعرضها لإعصار كاترينا وما حدث فيها من دمار شامل، والميزة الأساسية في هذا الفيلم ـ الذي لم يشاهده أحد بعد ـ هو أن الفن أثبت أنه يعلو على كل نزعات العنصرية، وكل دعاوى التفوق بسبب اللون أو الجنس، وهو الأمر الذي نتمنى أن يسود في كل تعاملات البشر بعضهم مع البعض الآخر.