بولا .. بولا (حكاية شعبية من البرتغال)
بولا .. بولا (حكاية شعبية من البرتغال)
ترجمها عن الإسبانية: محمد إبراهيم مبروك ثلاثُ أخوات بنات، كنّ يعشنَ في بيتٍ قريبٍ من الجبالِ، وكنّ يتحملن أعباء حياتهنّ بشكلٍ طيبٍ، وكان من عادةِ الملكِ أن يخرج من قصرهِ للصيدِ في تلك الجبالِ، ويمر دائمًا على هذا البيتِ. لكن أمام هذا البيت كان هناك بيتٌ آخرٌ تعيشُ فيه ساحرتان، وهما أم وابنتها، وكانتا تحسدان أصغرَ الأخواتِ بسبب جمالِها، والطريقة التي تتعاملُ بها مع الأختينِ الأكبرِ منها. وفي يومٍ، جاءتا إليها وقدمّتا رابطةً من الكزبرةِ الخضراءِ وقالتا لها: - ضعي أعوادَ الكزبرةِ الخضراءِ هذه في الشوربةِ لأختيكِ، لكن إياكِ أنْ تأكلي منها. وفي براءةٍ تامةٍ، عملت الصغيرةُ ما قالتا لها. ولكن ما إن أكلتْ الأختان من الشوربةِ حتى تحوّلتَا إلى ثورينِ. والأختُ الصغرى، وهي في منتهى الحزنِ لما جرى لهما، كانت تعاملهما كأشخاصٍ، وفي إحدى رحلاتِ صيدِهِ، رأى الملكُ الأختَ الصغيرةَ، فوقعَ في حبّها مفتونًا بجمالِها، فتزوجها، وأخذ معها الثورينِ إلى القصرِ، وعاملهما أحسنَ معاملة. أما الساحرةُ، فأول ما علمتُ بما حدث، أحرقَ الحسدُ قلبَهَا، وقررت أنْ تنتقمَ. ومرّ الزمنُ وأنجبت الملكةُ ابنًا، بينما كان الملكُ في طريقِهِ عائدًا من رحلة صيدٍ. وعندما علمت الساحرةُ بذلك أسرعت هي وابنتها لزيارةِ الملكةِ وقالتا لها: - يا للصغيرة المسكينة! إنها مريضةٌ حقًا، ومن الأفضلِ لها، أن نضعَ في شعرِها دبوسينِ مسحورينِ كي تشفى. وما إن وضعتا الدبوسين في شعرِها حتى تحوّلت الملكةُ إلى حمامةٍ وطارت هاربةً إلى الخارجِ. وعندئذٍ جعلت الساحرةُ ابنتَها تنامُ في السريرِ بدلاً من الملكةِ وانصرفت هي. وعندما دخلَ الملكُ على الملكةِ في فراشِها قال لها: - ما الذي جرى لك حتى تتغيري وتصيري الآن بمثلِ هذا القبحِ؟ - الذنبُ ذنبُ المرضِ. والساحرةُ لم تكتف بذلك، بل أرسلت أيضًا للثورينِ علفًا وحشائش وأوراقًا خضراء، لكنهما لم يأكلا شيئًا. وكانت هناك كلبةٌ في القصر ينادون عليها: بولا.. بولا.. وكانت تعرفُ الكلامَ. والحمامةُ الصغيرةُ جاءت وهي ترفرفُ وحطت على شجرةٍ وقالت: - بولا... بولا! ردت الكلبةُ الصغيرةُ: - ماذا تريدين يا سيدتي؟ - كيفَ حال الرضيعِ مع المربيةِ التي معه الآن؟ - في الليلِ، صامت. وفي النهار، يبكي. وتكرّرَ ذلك لمراتٍ كثيرةٍ حتى أن الذين يقيمون في القصرِ انتبهوا له، وذهبوا إلى الملكِ يخبرونه بهِ، والملكُ أمرهم بأن يضعوا علامةً على الشجرةِ، التي تقفُ عليها الحمامةُ. وبتلك الحيلة أمسكوا بها. وعندما أخذها الملكُ بين يديهِ وبدأَ يداعبُها، عثرَ على الدبوسينِ في رأسِها، فنزعهما، وعلى الفورِ تحولت الحمامةُ إلى الملكةِ الحقيقيةِ، فعرفَ السرَّ. وفرضَ الملكُ على الساحرتين بعد ذلك أن تعيدا الثورينِ إلى ما كانا عليه من قبلِ، لترجع الأختان لزوجتِهِ، ففعلتا ما أمرَ به الملكُ. وبعد ذلك أمر الملكُ الحرس بإلقائِهِما، الساحرة وابنتها، في برميلينِ مليئينِ بالمساميرِ ودحرجوهما بهما. أما الملك والملكةُ فأقبلا على الحياةِ في سعادةٍ بالغةٍ.
|