موسوعة العربي الصغير

موسوعة العربي الصغير

  • أدوية المستقبل الذكية

يقول العلماء إن هناك ثورة مقبلة في مجال الطب وعلاج الأمراض المستعصية، والأمراض التي ظل علاجها لعقود عديدة غيرممكن أصبح علاجها بواسطة ما يسمى طب المستقبل متاحًا مما يفتح باب الأمل في الشفاء لكثير من المرضى.

  • الفيروسات

في عام 1991 توصل العلماء إلى علاج جديد للسرطان، حيث أحدثت طفرة في فيروس بسيط يدعى فيروس الهربس، وهذه الطفرة جعلت الفيروس لا يتكاثر إلا داخل الخلايا السرطانية دون خلايا الجسم السليمة وبتكاثر هذا الفيروس داخل الورم السرطاني تتآكل الخلايا السرطانية ويقل حجم الورم وأعطى العلاج بهذا الفيروس نتائج جيدة في علاج الأورام التي تصيب السيدات. ويقول العلماء إن علاج الأورام بالأدوية الكيماوية يقتل ست خلايا سرطانية فقط في كل جرعة أما العلاج بالفيروس فيقتل ألف خلية سرطانية وأعراضه الجانبية بسيطة تشبه أعراض الإصابة بنزلات البرد، وتجرى التجارب الآن على الفيروس الذي يستخدم كلقاح ضد مرض الجدري لاستخدامه في علاج السرطان أيضًا ويحاول العلماء استخدام هندسة الجينات لتسليح الفيروسات بدواء أو نظير مشع أو أجسام مضادة لا تعمل إلا في المناطق المصابة بالسرطان حتى تزيد من قدرة الفيروسات في القضاء على الأورام.

  • البكتيريا

أمكن تحويل نوع بسيط من البكتيريا وهي بكتيريا التربة أو الكولستروديوم لمحاربة السرطان، وبالرغم من أن هذه البكتيريا تسبب مرض التيتانوس إلا أن العلماء البريطانيين اكتشفوا قدرتها على العيش والنمو والتكاثر داخل الأورام السرطانية مدمرة أجزاءه الداخلية تاركة أطراف الأورام الخارجية كما هي، فاستخدموا هندسة الجينات ودمجوا مع هذه البكتيريا عقارًا لا يعمل إلا داخل الخلايا السرطانية ويقضي على الأطراف الخارجية التي لا تستطيع البكتيريا القضاء عليها من دونه.

  • العلاج بالخلايا الجذعية

الخلايا الجذعية الجنينية هي خلايا أساسية أولية توجد في الأطفال حديثي الولادة في الحبل السري، أما في الكبار فتوجد في النخاع العظمي، ويمكن أن تتطور هذه الخلايا إلى 200 نوع مختلف من خلايا الجسم البشري وبالتالي يمكن زراعتها في أي مكان بالجسم فتعوض الأنسجة المصابة أو المتضررة. ولقد نجح علماء أمريكيون بجامعة جون هوبكنز باستخدام خلايا جذعية جنينية مع بعض المواد الكيماوية في علاج فئران التجارب من الشلل، حيث نشّطت هذه الخلايا الجهاز العصبي، ويرى العلماء أنه يمكن استخدام هذه الخلايا بنجاح في علاج أمراض السرطان والسكري والزهايمر خاصة بعد أن تمكن علماء فرنسيون من إنتاج كريات دم حمراء من خلايا جذعية وهو إنجاز كبير حيث إنه يجنب المرضى مشكلة توافق فصيلة الدم، ويمكن بخلايا جذعية مأخوذة مباشرة من المريض إنتاج كريات دم حمراء تطابق فصيلة دمه.

  • الأدوية الذكية

يقصد بالأدوية الذكية الأدوية التي تتعامل مع الجزء المصاب فقط في الجسم دون أن تؤثر على باقي أجزاء الجسم وبالتالي لا يكون لها أعراض جانبية تؤثر على صحة الإنسان باستمرار تناولها مثل عقار «جليفك» الذي يستخدم لعلاج بعض الأورام السرطانية، وفي مجال مرض السكري تمكن العلماء من ابتكار طريقة ذكية لتوليد الأنسولين وهي عبارة عن مضخة في حجم قبضة اليد صنعت من مواد ذات أصل نباتي لها القدرة على معرفة نسبة الجلوكوز في الدم وهي لا تحتوي على بطاريات أو أجزاء متحركة وتثبت بجوار معدة المريض والمواد الذكية التي صنعت منها هذه المضخة تطلق الأنسولين وفقًا لاحتياجات جسم المريض بدلاً من الحقن بالأنسولين تبعًا لمواعيد تناول الطعام، كما تمكن العلماء بجامعة ميسوري من تطوير جهاز متناهي الصغر يسمى «كبسولة النانو»، وهذا الجهاز سيحدث ثورة في طريقة ضخ الدواء داخل الجسم ليس فقط في علاج الأمراض السرطانية ولكن في الكثير من الأمراض، وفكرة هذا الجهاز هي الاحتفاظ بجزيئات الدواء داخل الكبسولة متناهية الصغر - نانو - وهذه الكبسولة تحمي الدواء من الخروج إلى الأماكن غير المصابة، ولكنها تطلقه على مسافة قريبة جدًا من المكان المراد علاجه وبذلك يتم علاجه من دون أي آثار جانبية. ويرى العلماء أن كبسولة النانو هذه يمكن استخدامها في المستقبل مع أدوية قديمة فعالة لها آثار جانبية شديدة.

 


 

محسن حافظ