أبنائي الأعزاء

أبنائي الأعزاء

«إن عظمة ورقي أي أمة، تقاس بالطريقة التي تُعامل بها حيواناتها»، هذه الكلمات ليست لي، ولكنها للزعيم الهندي المهاتما غاندي، الذي كان بجانب كفاحه الوطني من أجل استقلال الهند داعيًا قويًا للسلام ونبذ العنف، وامتدت دعوته من البشر لتشمل بقية الحيوانات باعتبار أننا جميعًا من مخلوقات الله، فالبشر بدافع من الأنانية اعتبروا أن الأرض ملك لهم وحدهم، وأخذوا في الاعتداء على بقية الحيوانات التي تشاركهم هذا الكوكب حتى أوشكوا أن يبيدوها، وهم لا يدركون أن هناك توازنًا دقيقًا في البيئة التي تحيط بنا، فحياة كل مخلوق تعتمد على الآخرين بشكل مباشر أو غير مباشر، وانقراض أي صنف، مهما قلت أهميته، سوف يخل بهذا التوازن، وقد أثرت الأسلحة الفتاكة التي اخترعها الإنسان، في الحيوانات كثيرًا، وأوشكت أن تهددها بالإبادة، ولا يشمل ذلك الحيوانات الضعيفة القليلة المقاومة فقط، ولكنه يهدد أيضا الحيوانات الضخمة التي كنا نعتقد أنها قوية، فالأفيال التي تعد أكبر المخلوقات البرية أصبحت مهددة بالانقراض، وكذلك الحيتان العملاقة التي تعيش في المحيطات والتي تعتبر أضخم الحيوانات البحرية يقل عددها يومًا بعد يوم، وفي كل يوم يختفي نوع نادر من المملكة النباتية أو الحيوانية، وقد كان غاندي يسخر من الإنجليز الذين كانوا يحتلون بلاده، ومن طريقتهم في الصيد، فهم يجهزون العديد من الفرسان المسلحين، وعشرات الكلاب المدربة، ويخرجون في جيش حافل من أجل صيد ثعلب صغير لا حول له ولا قوة، إن العالم كله مطالب بأن يتخلى عن أنانيته ويسعى للمحافظة على بقية المخلوقات من أجل صحة هذا الكوكب.

 


 

سليمان العسكري

 




صورة الغلاف