كركورة والأميرات الثلاث

كركورة والأميرات الثلاث

امتلأ الباص المدرسي بالتلاميذ، والتشويق يساور عقولهم إلى أين نتجه؟ هل سنزور معرضا للكتاب ؟ أو سنستمع إلى محاضرة علمية؟

بعد تخمينات عديدة لم يكن أي منها صحيحًا توقفنا أمام لافتة كبيرة كتب عليها: مهرجان أجيال المستقبل الثقافي 32 : «سنستمتع برحلة متنوعة وطويلة، أرجو منكم أن تدونوا أكثر أركان المهرجان متعة وفائدة بالنسة إليكم» هذا ماقالته لنا مرشدة الرحلة.

دخلنا مركز عبدالعزيز حسين الثقافي في الكويت حيث المهرجان، وانتشر أصدقائي في أنحاء المعرض، منهم من استهوته الألوان وبدأ بالرسم والتلوين، وآخرون تمتعوا بعروض العلوم المرحة وشاركوا في تجارب التعلم باللمس وسباق قوس قزح، أما أنا فكنت أتجول حتى استوقفني معرض للكتب من نوع خاص.

رحلة في كتاب

«نقطة دم تنقذ روحا» كان شعار أول كتيب اجتذبني. إنه من إصدار «بنك الدم» هل سمعتم بهذا البنك من قبل؟ قرأت، عرفت أنه بنك لا يوفر النقود، بل يمنح الحياة للإنسان بما يوفره من كميات ضخمة من فصائل الدم المختلفة. يستقبل بنك الدم المركزي أعدادا كبيرة من المتبرعين الراغبين في إنقاذ العديد من أرواح الناس والمرضى، فبالدم تنبض قلوب الآخرين وتشع أجسامنا بالحياة. وقد قررت أن أتبرع بدمي فيما بعد.

بجانب معرض بنك الدم، كان هناك جناح اسمه «كونا»!! نعم.. لقد صدف وسمعت بهذا الاسم عدة مرات في الصحف والتلفاز. لكن في المهرجان تعرفت عليها عن كثب (قرب) إنها وكالة الأنباء الكويتية، وهي التي تلتقط الأخبار والأحداث وتجمعها ثم توزعها على بقية الوكالات الإخبارية العالمية فهي صوت الكويت للعالم، وكونا لديها مراسلون في مختلف دول العالم يزودونها بالأخبار العالمية... بعد أن تعرفت على كونا سأضيف مهنة المراسل الصحفي إلى طموحاتي المستقبلية. «لقد بدأ العرض.... أسرع» اتجهت مع المسرعين نحو إحدى القاعات المسرحية.

كركورة والأميرات الثلاث

بعد أن جلسنا على المقاعد وانخفضت الأصوات، أطلت علينا « كركورة» بلونها الأخضر وشخصيتها الفكاهية مع مجموعة من شخصيات مسرح العرائس وهي أيضا تحمل اسم المسرحية.

لقد أضحكتنا كثيرا بحركاتها وصوتها الهزيل، إلا أنها مندفعة للتعاون مع الغير وسعت، مع أصدقائها مجموعة الخضراوات، إلى الاتحاد في مواجهة الأشرار.. أعجبني حب كركورة لموطنها وكيف اتحدت مع أصدقائها.. إنها فعلا مرحة ومخلصة. بعد العرض التقينا الممثلين الذين حركوا العرائس من خلف الستار وكانوا مدهشين في تقليد أصوات شخصيات المسرحية... خرجنا وكان هناك عرض آخر لمسرحية الأميرات الثلاث.. لم يسعفنا الوقت لرؤيتها...

«هيا اتجهوا إلى باص المدرسة.. لقد انتهت رحلتنا» كان صوت مرشدتنا بعد عنائها الطويل لضمان سلامتنا ومتعتنا... وأنا أفكر في مهرجان أجيال المستقبل الثقافي القادم.

 


 

هذايل الحوقل