أدباء الغد

أدباء الغد

رسم: صلاح بيصار

خداع الثعلب

كان الثعلب المخادع يقف بين الأعشاب الطويلة يريد أن ينقض على مزرعة الخراف التي يحرسها الكلب القوي، فذهب متخفيا إلى المزرعة والتقى بخروف صغير وعندما رآه الخروف هرب خائفا لكن الثعلب طارده والوحشية في عينيه البراقتين الممتلئتين بالشر والمكر، وهنا سمع الكلب استغاثة الخروف، فأسرع إليه وأمسك بالثعلب وحذره بشدة من عدم الاقتراب من المزرعة أو من الخراف أينما كانت. فخرج الثعلب من المزرعة وهو يخطط لأمر ما.

وبعد عدة أيام نجح الثعلب في خداع الكلب القوي، فكان يخطف خروفًا كل يوم من المزرعة إلى أن اكتشف الكلب أن الثعلب الماكر هو وراء ذلك.

وضع الكلب خطة محكمة للإيقاع بالثعلب، فحفر حفرة كبيرة أمام حظيرة الخراف، وغطاها بالعشب، واختبأ خلف كومة من التبن لمراقبة الثعلب. وعندما اقترب الثعلب ليلاً من حظيرة الخراف وقع في الحفرة.

أخرج الكلبُ الثعلبَ من الحفرة بعد أن وافق الثعلب على ترك الغابة نهائيًا، فشكرت الخراف الكلب على قوته وحكمته وتخليصها من الثعلب المخادع، ومنذ ذلك اليوم والخراف تنعم بالسعادة والأمان.

عبدالله عبدالسلام - سورية

ألم ريم

في أحد الأيام كانت ريم تستعد للذهاب إلى أحد أقاربها برفقة والديها، وبينما كانت ترتدي ملابسها شعرت بألم في أسفل بطنها فصرخت: آه آه أمي أبي بطني يؤلمني؟ وبقيت تصرخ ولكن لم يعرها أحد اهتمامه، فقد حسبوا أنها تقول ذلك لتتهرب من الذهاب معهما، كما تفعل في كل مرة.

وعندما وصلوا إلى بيت الأقارب رفضت اللعب مع أقرانها وفجأة ازداد ألمها وأغمي عليها، فأسرع والداها بأخذها إلى المستشفى لإسعافها، لكنهما فوجئا بالأمر عندما أخبرهما الطبيب بأنهم سوف يستأصلون الزائدة لها لأنها في وضع حرج وقد تفقد حياتها.

وبعد قليل خرج الطبيب من غرفة العمليات مبتسمًا. فركض الوالدان إليه ليطمئنا على ريم وحالتها الصحية، فأجابهما الطبيب مطمئنًا بأن العملية قد تمت بنجاح وتحتاج ريم إلى الرعاية والاهتمام والراحة التامة. فشكراه وحمدا الله على سلامة ريم وبدا على وجهيهما، الارتياح ثم توجها إلى غرفة ريم ليطمئنا عليها، ومنذ ذلك الحين وهما يقدمان لها الحب والحنان والرعاية، وهذا ما ساعدها كثيرًا على الشفاء. فشكرتهما ريم على ذلك.

سارة عبدالسلام الأحمد - سورية

اعتذار للأمّ

يوم الأحد صباحًا، كنت ذاهبًا لقضاء بعض حاجيات أمّي وإذا بي أجد في طريقي جمعًا من الأطفال يلعبون.

فاغتنمت الفرصة للمشاركة فيه ونسيت ما أوصتني به أمي. اندفعت في اللعب وانهمكنا فيه، قسّمنا الأدوار والأماكن وشرعنا في تنفيذ اللعبة وهي أن كل واحد منا يأخذ نبتة ويغرسها وإذا بنا نتقن عملنا بكل دقة. لم أفطن للوقت ولكني واصلت اللعب. وإذا بأمي اشتدت بها الحيرة وخافت أن يصيبني مكروه، لم تتحمل أمي انتظاري وخرجت بسرعة. لاحظت أمي من بعيد تنادي باسمي. فقلت لأصدقائي وقلبي ينبض: «الى اللقاء، إلى اللقاء غدا نلتقي». قلت لها معتذرة: «سامحيني يا أمي لقد انشغلت في اللعب ونسيت ما أوصيتني».

فقالت لي: «الحمدلله على أنك رجعت بسلامة».

بشارة العاشق - تونس