أبنائي الأعزاء

أبنائي الأعزاء

تستعد دور السينما الآن لاستقبال فيلم جديد من نوعه، احداثه مستوحاة من أحداث حقيقية، حول حياة واحد من أكبر زعماء الحرية في القرن العشرين " نيلسون مانديلا"، زعيم جنوب أفريقيا الذي وقف ضد استغلال الرجل الأبيض لبلاده، وضد نظام الفصل العنصري الذي كان يفرق بين البيض والسود، فيعطي البيض كل شيء، ويحرم السود من أدنى شيء، وهي المأساة التي مازالت تتكرر حتى الآن في فلسطين المحتلة، والفيلم بعنوان "وداعًا بافانا" وهو اسم الحارس الذي كان يحرس مانديلا في السنوات التي سبقت الإفراج والذي أخذ الفيلم عن مذكراته، لقد حكمت السلطات العنصرية على مانديلا بالسجن مدى الحياه، قضى منها نحو 29 عاما مما يجعله أشهر سجين سياسي وأكثرهم سنوات سجن عرفه العالم، ولكن السجن الطويل لم يجعله يتنازل عن مبادئه، كما أن القمع العنصري لم يستطع تكميم أفواه الملايين من السود الذين كانوا يطالبون بالحرية، وفي النهاية انصاعت سلطات الفصل العنصري وأفرجت عنه، وأصبح رمزًا لكل الأحرار في العالم، ورغم الظلم الشديد الذي تعرض له "مانديلا" لم يحاول الانتقام من جلاديه، ولكنه عمل على التعايش السلمي بين البيض والسود، كانت آخر محطات السجن في حياته هي جزيرة "روبن" التي تبعد عن شاطئ مدينة كيب تاون، وهناك تقابل مع الحارس بافانا، الذي يذكر انه في لحظة الإفراج أمسك مانديلا حجرا ووضعه أمام باب السجن، ودعا كل رفاقه من المسجونين لوضع حجر فوقه حتى تكونّت من الأحجار كومة صغيرة مازالت باقية حتى الآن، تعبيرًا عن رفض الظلم والمهانة وكراهية البشر، إنني أدعوكم يا أصدقائي إلى انتهاز فرصة الإجازة ومشاهدة هذا الفيلم لتتعرفوا على شخصية بالغة الأهمية في التاريخ المعاصر.

 


 

سليمان العسكري

 




صورة الغلاف