فن الرسم.. فوق الجسم

فن الرسم.. فوق الجسم

بدأ فن الرسم على الجسم، وخاصة الرسم بالألوان على وجوه وأيدي الإنسان، منذ أزمان بعيدة. فقد كان القدماء من أهل الحضارات يعتبرون فن الرسم على الجسم أفضل طريقة للتعبير عن أفكارهم. فإذا كان الإنسان غاضباً، فهو يرسم وجهًا غاضبًا، فيفهم الآخرون مشاعره، من دون أن يتحدث بكلمة واحدة!

وفي حوض نهر الأمازون، حيث عاش الهنود الحمر قديمًا، كان الرسم على الجسم، وخاصة الوجه، طريقة لتمييز الصيادين عن الفرائس. كما كان ذلك أيضا وسيلة لعرض قدرة هؤلاء الهنود على تغيير أنفسهم.

وهكذا استخدم الرسم على الوجوه في الصيد، وفي العبادات الدينية القديمة قبل نزول الإسلام، وفي التنكر، وفي إعلان الحروب. بل إن بعض العلامات كانت توضع على جبين المرأة لتميز السيدة المتزوجة عن سواها. أي أن هذا الفن أصبح مثل اللغة له حروف ولكنها تشبه الإشارات الملونة.

وقد استخدمت القبائل القديمة ألواناً من الطبيعة، أتت بها من الأحجار والنباتات، وخلطتها مع مسحوق البذور والثمار، لتقدم ألواناً ثابتة. وقد استبدلت قبائل أخرى الرسم على الوجوه بالأقنعة الملونة.

أما اليوم فإن ممارسة هذا الفن تتم بعيدًا عن الأسباب القديمة. فمعظم الذين يمارسون هذا الفن اليوم يقومون به بدافع المرح والفرح. مثل المهرج في السيرك، ومشجعي كرة القدم في المباريات، وفي أمسيات الحفلات المدرسية.

وقد اتجه الفنانون اليوم إلى تعليم هذا الفن للصغار، واستخدام ألوان لا تؤثر في الجسم، الذي يجب أن نحافظ عليه لأنه نعمة من الله سبحانه وتعالى. وسوف نرى على هاتين الصفحتين ألواناً رائعة من الرسم على الوجوه والأيدي. فما أجمل هذا الفن!.

 


 

عمرو خيري