أدباء الغد

أدباء الغد

لعبة ضياع في معرض الزهور

حين افتتح معرض الزهور بمدينتنا، ذهبت إليه أنا وأخي الصغير رامي. كان المكان مزدحمًا بالزائرين، لا نستطيع أن نسرع، وليس لنا إلا أن نسير خطوة خطوة، وقد يضطرنا الأمر في كثير من الأحيان إلى الوقوف، ثم نعود فنتابع السير من جديد.

أذهلتنا المناظر وأدهشتنا الزهور، التي كانت تطل من أوانيها كالألعاب البديعة في التكوين، بل يهيأ إليك وأنت تمعن النظر في جمالها الأخّاذ أنها تريد أن تخاطبك، غير أنك تقف أمام عطرها الذي ينعش النفوس ويملأ الدنيا بهجة وسرورًا.

وفي هذه الأثناء كان أخي يسحب من المزهرية عود زنبق، وقد ساعده البائع في ذلك، ثم نظر إليّ مبتسمًا وهو يريني ما أهدي إليه.

تابعنا سيرنا وسط زحام المارة، وكان رامي يمسك بيدي تارة، ويتركني مرات عدة، فخشيت عليه من الضياع، ولذلك سألته قائلة: ماذا تفعل لو أنك ضعت الآن؟ فأجاب بسرعة: سألجأ إلى الشرطة، وستجدينني هناك يا أختي! فقلت له: إذن تعال نمثل ما قلناه، ونجري على ذلك تجربة. وما إن انتهيت من كلامي حتى تركني جاريًا، فتبعته، ولكنه زاغ عني، فاستولى علي القلق، وأصبح الأمر جادًا، فأخذت أبحث عنه هنا، وهناك، وفي كل مكان.

وحين أدركني اليأس، تذكرت مخفر الشرطة، فذهبت إليه، ولكنني لم أعثر عليه، غير أن ضابط الأمن وعدني خيرًا، ورجعت إلى البحث والتفتيش من جديد، وما هي إلا لحظات حتى رأيت رامي يجلس على كرسي عند بائع زهور، وهو يبكي، وينوح، ويصرخ، وبائع الزهور يحاول إرضاءه، فأسرعت إليه، ضممته، ثم حملته بين ذراعيّ، وأنا أقول له: لمَ لمْ تلجأ إلى مخفر الشرطة كما اتفقنا؟ فقال: لا أدري! لا أدري! ثم مال برأسه على كتفي، واستسلم لنوم عميق.

لورا حسن - سورية
رسم: روني سعيد

حلم غريب ومضحك

انتهينا من العشاء، وذهبت إلى غرفتي لأنام، وإذ بي أحلم حلمًا غريبًا ومضحكًا في الوقت نفسه.

حلمت بأنني أصبحت غنية جدًا ولدي سلطة ليست لها حدود، وكل ما أتمناه يصبح بين يدي. حتى أنني كنت ألبي جميع طلبات أصدقائي، لكن الغريب في الأمر هو كلما حققت طلبًا لأي من أصدقائي يتحول إلى حشرة، وأصبح الخوف مسيطرًا علي وأنا أراهم هكذا، وأتساءل: ما هذا؟ لماذا يتحول أصدقائي إلى حشرات؟ وهل ثروتي تقضي عليهم؟

أصبح كل أصدقائي من الزواحف والحشرات، ولم يعد لدي أحد أتكلم معه وفقدت كل شيء. صحوت من نومي وأنا أصرخ، «لا أريد أن أكون غنية أريد أصدقائي».

أميمة بوحصون - المغرب
رسم: أحمد الخطيب