أبنائي الأعزاء

أبنائي الأعزاء

مع إطلالة شهر أغسطس ( آب )، يسعى الأطفال لاقتناص أكبر قدر متاح من المتعة التي تتيحها إجازة الصيف.

وتتنوع الوسائل التي يختارها هؤلاء الأطفال للحصول على أوقات سعيدة، قبل اقتراب موعد استئناف الدراسة، التي هي أيضًا تمنحهم بهجة من نوع آخر، تواصلاً مع الزملاء ومرحًا مع الأصدقاء، وعلمًا نافعًا.

لكن يظل للإجازة الصيفية مذاقها، فهي تتوّج شهورًا من التحصيل والتعلّم والجهد والاجتهاد يقوم به الطلاب، لينطلقوا بعد ذلك بعيدًا عن مكان المدرسة التي اعتادوا عليه بشكل يومي.

غير أن الإجازة ليست مجرد فرصة للانطلاق في الألعاب فقط، وقضاء اليوم بين البحر وألعاب الفيديو، فالقراءة هي أيضًا حاجة ضرورية لإنماء العقل، ولقضاء وقت ممتع أيضًا، ولعل فصل الصيف يمنح الأطفال الفرصة لجعل القراءة عادة مفيدة، قد تبدأ بالسعي للحصول على اللحظات السعيدة، لكنها - إن تمت المواظبة عليها - تتحوّل إلى احتياج دائم، يساهم في زيادة المعارف وتنمية الذكاء، وصقل المواهب وإبرازها.

وفي الواقع فإن بالإمكان ترتيب ساعات اليوم بالطريقة التي لا تحرم الطفل من التمتع بالأجواء التي تتيحها الإجازة، والانطلاق في ممارسة الرياضة والهوايات المحببة، دون أن يكون ذلك على حساب زيادة المعرفة، واكتساب المتعة التي يمنحها لنا الكتاب، وتقدمها أيضًا كل الوسائل المقروءة والمرئية والمسموعة، التي باتت تتيح للجميع الحصول على أكبر قدر من المعلومات والمعارف، لكن من الضروري، أن تكون هناك عزيمة على تنظيم أوقاتنا، وإصرار على استغلال هذه الأوقات فيما يجلب لنا الفائدة، لا المتعة وحدها.

 


 

سليمان العسكري

 




صورة الغلاف