الإسلام حضارة.. هيثم صبري

الإسلام حضارة.. هيثم صبري

أدوات الدفاع عن النفس

برع المسلمون في استخدام الأسلحة وطوروها بطريقة تعكس ذكاءً شديدًا وقيادة حربية لا تقل في فنونها عن أشكال الحضارة الأخرى.

ولنبدأ بالخيل والجمال، لأنهما أول ما اعتمد عليه العرب حتى قبل ظهور الإسلام، حيث أولاهما الفارس العربي رعاية خاصة، وكان يستعمل الخيل في الرياضة والقتال فقط.

أما الجمال فاستخدموها في حمل متاعهم وأسلحتهم، بالإضافة إلى استخدام حملة الرماح أحيانًا لها. كما استخدم المسلمون الرمح وطوروا في أحجامه، أما السيف فأطلقوا عليه أمير الأسلحة البيضاء، لأنه سلاح الفارس النبيل، وكان لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - عدة سيوف لكل سيف منها اسم أطلقه عليه مثل: ذو الفقار والبتار والمخزم والرسوب والحنف والغضب الذي أعطاه له سعد بن عبادة، كما أنه ورث سيفًا عن أبيه. ومن أقدم السيوف التي عثر عليها الأثريون سيف مستقيم النصل منقوش عليه أسماء معاوية وعمر بن عبدالعزيز وهارون الرشيد، وعلى وجهه الآخر نقش «العز لمولانا السلطان الملك الأشرف أبو العصر قايتباي»، وهذا السيف محفوظ في متحف طوب قابو سراي بمدينة إستانبول التركية.

كما قام المسلمون بتطوير المنجنيق الذي استخدموه لدك حصون الأعداء، أما الأسلحة الدفاعية فنذكر منها الخوذة التي تلبس لوقاية الرأس، والمِغفَر الذي يغطي الوجه كله، فلا يظهر منه سوى العينين، وكذلك التِّرس وهو عبارة عن صفحة مستديرة من الفولاذ، يتلقى بها الجندي ضربة السيف أو الرمح القوية، أما الدِّرعُ فهي ثوب يرتديه الجندي في الحرب كالقميص، وتنسج من زرد الحديد. كما استخدم قادة الإسلام الرايات واللواءات كعلامة لمكان أمير الجيش، وفي غزوة خيبر وزع الرسول - صلى الله عليه وسلم - الرايات، وكانت رايته التي يستدل الجنود عليها لونها أسود أسماها بالعقاب (النسر) التي سلمها في ما بعد لأبي بكر الصديق رضي الله عنه. وفي مرحلة متقدمة من الحروب استخدم المسلمون أبراج الحصار المصنوعة من الخشب المتين المغطى بالحديد، وكانت بهدف الاقتراب من حصون العدو والأسوار لاقتحامها.ثم استخدموا الدبابة التي يدخل فيها المقاتلون ويمشون بها حتى يواجهوا العدو، وكانت الدبابة تتكون أحيانًا من أربعة طوابق وتسبق المشاة.

 


 

هيثم صبري