هيا بنا ننقذ الشعاب المرجانية.. عمرو خيري

هيا بنا ننقذ الشعاب المرجانية.. عمرو خيري

الإعلان العالمي لحقوق «الشعاب المرجانية»
من حق كل الشعاب المرجانية أن تتخلص من:

  • الصيد الزائد والجائر.
  • التلوث.
  • إفساد البشر وزيادة نسبة الحموضة بالمحيطات.
  • الضرر المباشر الذي يلحقه بها الغواصون والقوارب.
  • الضرر الناتج عن التخطيط السيئ لتنمية المناطق.

هذه - أصدقاء العربي الصغير - هي حقوق الشعاب المرجانية التي وضعها الإعلان العالمي لحقوق الشعاب المرجانية والصادر عن منظمة «رصد الشعاب المرجانية»، والتي تبذل جهودها من أجل الحفاظ على المناطق البحرية الجميلة في مختلف أنحاء العالم من خلال عمل المتطوعين الذين يعملون مع المنظمة في أكثر من 80 دولة. ولكن ما الشعاب المرجانية! أهي حيوان أم نوع من الصخور أم نباتات؟

الشعبة المرجانية جزيرة للحياة

ليست الشعاب المرجانية نفسها كائنًا حيًا، فهي إفرازات متراكمة من الحجر الجيري، الذي يتكون نتيجة عملية كيميائية يقوم بها الكائن الذي يعيش في الشعاب المرجانية، وهو المرجان. والمرجان كائن حي من فصيلة «سنيداريا»، وهي الفصيلة الحيوانية نفسها التي ينتمي إليها قنديل البحر.

ويقوم المرجان ببناء قوقعة لنفسه تحميه من تيار البحر، ويبنيها بدمج ثاني أكسيد الكربون بالكالسيوم في المياه لإنتاج كربونات الكالسيوم، وهي الحجر الجيري.

وتبدأ الشعاب المرجانية في التكوّن صغيرة، ثم تكبر بمقدار ما يزيد قليلاً على السنتيمتر الواحد كل عام، وقد نعتقد أن نسبة النمو هذه بطيئة للغاية، ولكن عمر الشعاب المرجانية طويل، إذا لم يتعرض لها الإنسان ويصيبها بالأضرار والأمراض، فقد تصبح كبيرة للغاية، مثل الشعاب المرجانية الواقعة عند الساحل الشمالي الشرقي الأسترالي ويبلغ عرضها 150 كيلومترًا، وطولها 2000 كيلومتر، والمدهش أنها كانت منذ زمن بعيد رقعة صغيرة من الشعاب المرجانية وأخذت تكبر وتكبر على مر السنين حتى بلغت هذا الحجم!

ومعروف عن الشعاب المرجانية أنها ملجأ لكائنات بحرية كثيرة، حتى إن البعض يشبهونها بالغابات الاستوائية، لأن الغابات الاستوائية مليئة بكائنات كثيرة لا تتوافر في المناطق الأخرى من البر.

أين توجد الشعاب المرجانية؟

الشعاب المرجانية منتشرة في كل بحار ومحيطات العالم الدافئة تقريبًا، فهي لا تنمو إلا في درجة حرارة أعلى من 22 درجة مئوية، وعلى عمق لا يزيد على 30 مترًا، لأنها تحتاج إلى ضوء الشمس للنمو، فهي في المحيط الهادي وفي أستراليا والمحيط الأطلنطي قرب الشواطئ الأمريكية والمكسيكية، وفي بلادنا العربية، فهي في البحر الأحمر على الشواطئ المصرية والسعودية، وفي الخليج العربي وبحر العرب، في البحرين والكويت وعمان وقطر والإمارات.

أنقذوا شعابنا المرجانية!

وتُقدر نسبة الشعاب المرجانية المعرضة للخطر على يد البشر في العالم بستين في المائة من كل الشعاب المرجانية، ومن أخطر مظاهر الضرر التي يفرضها الإنسان على هذه المناطق الجميلة من بحار العالم ومحيطاته التلوث البيئي، والصيد الزائد والجائر للأسماك، وكذلك تكسير الشعاب المرجانية بغرض شق طرق للسفن والقوارب في البحار بالمناطق التي تكثر بها، بالإضافة إلى تجارة الشعاب المرجانية، والأضرار التي يلحقها الغواصون، وارتفاع درجات الحرارة على مستوى العالم نتيجة لتلوث البيئة.

ويقدر خبراء البيئة أن 10 % من الشعاب المرجانية في العالم ماتت بالفعل، فهل ينجح الإعلان العالمي للشعاب المرجانية في إنقاذ الشعاب المرجانية المتبقية، أو على الأقل جزء كبير منها؟ نرجو هذا، وإلا سيأتي يوم لن نرى فيه هذه المناطق الجميلة، وما تحمل من كائنات مدهشة تحيا فيها وتعتمد عليها.

 


 

عمرو خيري