موسوعة العربي الصغير

موسوعة العربي الصغير

  • أكثر مما تراه أعيننا

لعين الإنسان القدرة على الرؤية بوضوح في الصباح والمساء، كما يمكننا رؤية أشياء على مسافات بعيدة، ولكن لا نستطيع تحديد تفاصيلها بدقة، لذا ابتكرت أجهزة بصرية تزيد من قدرة الإنسان على رؤية أكثر وأدق بالمجهر ترى الأشياء المتناهية الصغر وبالنظارات المقربة والتلسكوبات ترى الأشياء البعيدة، وهناك نظارات وأجهزة الرؤية الليلية ترى بها الأشياء بوضوح في الظلام، وسنلقي الضوء على بعض الأجهزة التي تتيح لنا رؤية أكثر مما نراه.

  • النظارات المقربة

تستخدم النظارات المقربة أو المكبرة في ميدان الحرب والملاعب الرياضية ومضمار سباق الخيل لرؤية الأشياء البعيدة, وكأنها على بعد خطوات منا، وهي ذات شكل خاص وكل جانب منها يحتوي على مجموعة من العدسات يدخل الضوء من خلالها إلى منشور ضوئي أول يعكسه إلى منشور ضوئي آخر، فينتقل الضوء إلى العدسات الموضوعة أمام العين فترى الأشياء بوضوح. وعدسات النظارة المقربة الأمامية يمكن تحريكها إلى الأمام والخلف للرؤية على مسافات مختلفة، والدقة التي ترى بها الأشياء بالنظارة المقربة أكثر مما نراه بالعين المجردة ولكنها أقل مما نراه بالتلسكوب.

  • التلسكوب

التلسكوب أو المرقب هو أحد الأجهزة البصرية التي يمكن بواسطتها رؤية الأشياء البعيدة جدًا, ويعتمد في عمله على عدسات قوية تجمع الضوء بكثرة، وبذلك يمكن للراصد رؤية التفاصيل مهما كانت المسافات بعيدة. وتلسكوب جاليليو عالم الفلك الإيطالي الشهير الذي اخترعه في القرن السابع عشر هو أول تلسكوب تم اختراعه وتطورت التلسكوبات بعد ذلك وأدخل على تركيبها العديد من العدسات الكبيرة والمتطورة, وهي عادة ما تستخدم في اكتشاف الكواكب والنجوم مثل كوكبي المشتري وبلوتو، ثم ظهرت التلسكوبات الفضائية ففي عام 1990 أطلق أول تلسكوب فضائي وهو تلسكوب «هابل» الذي أحدث ثورة في علم الفلك بالمعلومات والصور التي أرسلها إلى الأرض.

  • أجهزة الرؤية الليلية

أجهزة الرؤية الليلية هي أجهزة بصرية شديدة التعقيد تدخل في تركيبها مجموعة من العدسات الخاصة، التي تعكس أقل كمية ممكنة من الضوء وتضخمها وبالتالي يمكن رؤية الأشياء في الظلام الحالك، وهي تستخدم في الحروب ومراقبة الظواهر الطبيعية، كما يستخدمها علماء الأحياء في دراسة سلوك الطيور والحيوانات والحشرات ليلاً، أما أحدث الأجهزة التي تعمل ليلاً فهي النظارات الليلية وآلات التصوير التي تعتمد على الأشعة تحت الحمراء المنبعثة من الكائن الحي، حيث تتجمع هذه الأشعة بداخل الجهاز على شاشة فوسفورية فترى صورة الكائن واضحة من خلال العدسة المكبرة الموجودة أمام العين.

  • المجهر

ساهم المجهر أو الميكروسكوب يا أصدقائي بدور كبير في خدمة الإنسان منذ أن اخترعه العالم الإنجليزي روبرت كوخ في النصف الأخير من القرن السابع عشر، وهذا المجهر يكبر الأشياء إلى حوالي ألف مرة وهو مجهر ضوئي له عدسة سفلية يوضع تحتها الشيء المراد فحصه بالإضافة إلى عدستين علويتين ينظر الفاحص من خلالهما ليرى، مثلاً، الخلايا النباتية والحيوانية بالتفاصيل التي لا يمكن رؤيتها بالعين المجردة، أما المجهر الإلكتروني فهو يكبر الأشياء ملايين المرات على شاشات تلفزيونية، وتستخدم حزمة من الإلكترونات بدلاً من الضوء الذي يستخدم في المجهر الضوئي، ولأن حزمة الإلكترونات طولها أقل من الموجات الضوئية فتكون قدرتها على تكبير الأشياء الدقيقة أكبر، وبواسطة المجهر الإلكتروني تم تصوير حشرات مثل النمل وذبابة الفاكهة بدقة ووضوح.

 


 

محسن حافظ