أدباء الغد

أدباء الغد

المرآتان

عليك أن تتخذ مرآتين، فتنظر في إحداهما مساوئ نفسك، فتصلح ما استطعت منها، وتنظر في الأخرى محاسن الناس، فتأخذ ما استطعت منها، فإن من أشد عيوب الإنسان خفاء عيوبه عليه، ومن خفي عليه عيبه خفي عليه محاسن غيره. ومن خفي عليه عيب نفسه ومحاسن غيره فلن يقلع عن عيبه الذي لا يعرفه، ولن ينال محاسن غيره التي لا يبصرها، وليس كل من يدلني على عيب في نفسي يعتبر مخطئًا، ولكنه يعتبر حريصاً عليّ ويجب أن أظهر في صورة جيدة، فلا أقابله بالزجر والإهانة، ورحم الله الخليفة عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - حينما قال:

«رحم الله امرئا أهدى إليّ عيوبي».

عبدالرحمن أحمد المرحومي - مصر

إليك يا أمي

أحتاجُ إليك يا أمي أحتاجُ لضمّةِ الصدرِ
خذيني في ذراعيكِ وضميني مدى العمرِ
فكم ضحت وكم أعطت وكم في الليلِ قد سهرت
لترعاني وتعطيني زهورَ الحبِّ رياحيني
أحنُّ إليك يا أمي كما العصفورُ للشجرِ
فتؤويني كما تؤوي الغيومُ بوادِرِ المطرِ
فياربّ لنا احفظها من الآلام والضّررِ
فإن الأمَّ مدرسةٌ من الأخلاقِ والعِبَرِ


شعر ورسم
إيمان محمد معضماني
سورية

الصديق

لي صديق معه ألهو وألعب
ليل صديق كلّما غنيتُ يطربْ
لي صديق دائمًا يحيا بقربي
قلبه يخفق في دقات قلبي
يا صديقي أنت أغلى أمنياتي
بهجتي أنت وأحلام حياتي
عندما تفرحُ أفرحْ
عندما تنجحُ أنجحْ
وإذا فارقتني يومًا سأحزنْ
أنت عندي من كنوز الأرض أثمن

شعر: رباب أحمد الغوراني - لبنان
رسم: أسرار زيد الكايد - الأردن

حكاية الحمل الصغير

حَمَلٌ صغيرٌ دخلَ دارَنا نحن كنا نلعبُ، فوجئنا وفرحنَا بِهِ. سألنا جارَنا العم أحمد: هل هذَا الحمل لكم؟ قال: لا.

ثم ذهبْنا إلى جارتِنا الخالة مريم وقلنَا لها: هل هذا الحمل لك؟ فأجابت قائلةً: لا. ثم ذهبنا إلى الجيرانِ جميعًا، فكانت إجابتُهم متشابهةً.

عدنا به إلى دارِنا، وقلنا نحن لا نقدر أن نترك هذا الحمل مشرّدًا، هيا لنحضر له ماءً وطعامًا. ذهبنا لنحضر الماءَ والطعامَ، وحين عدنا، نظرنا إلى مكانِهِ، لم نجدْه. خفنا عليه، وبدأنا نبحثُ عنه حتى وجدْناه تحت شجرةٍ جميلةٍ مع أمِّهِ النعجة، وأبيه الخروف والأغنام تسرحُ قريبًا منهم والراعي يغني.

إسراء محمد أدري - العراق