أدباء الغد

أدباء الغد
        

الطاووس القبيح

          عندما تعلّم الغراب كيف يداوي المرضى، انطلق يتجول في الغابة بحثًا عن مرضى، فالتقى طاووسًا يمشي مختالاً فخورًا بجماله، فأعجب الغراب بالطاووس، وقال له: ما أجملك! فنفش الطاووس ريشه مزهوًّا وقال للغراب: نطقت بالصدق. في تلك اللحظة جاء ولد صغير وتأمل الطاووس بإعجاب ثم قال له بارتباك: أرجو أن تعطيني ريشة من ريشك لأزيّن بها عرفتي، فصاح الطاووس بالولد: هيا ابتعد عني، لن أعطيك، فأنا لا أحب الأولاد، وحينئذ تدخل الغراب وسأل الطاووس: إذن مَن تحب؟ فقال الطاووس: لا أحد يستحق حبي، أنا لا أحب إلا نفسي، فقال له الغراب: ما أقبحك! رد الطاووس متعجبًا: لكنك قبل لحظات كنت معجبًا بجمالي كثيرًا، فما هذا التناقض؟ أجاب الغراب: لقد فقدت جمالك، أنا الآن لا أرى غير قلبك الذي لا يحب أحدًا، فإن قلبك قبيح، شديد القبح، قال الطاووس بغضب: أنت تغار مني.

          ولم يجب الغراب بكلمة، بل ابتعد عن الطاووس وتابع طريقه يبحث عن مريض يداويه.

حسنين السراج - العراق

التعاون

          « يد واحدة لاتصفّق»، هكذا تقول الأم لابنتها سلمى، لكن البنت الصغيرة لم تكن تفهم هذا الكلام الذي كان بالنسبة إليها لغزًا محيرًا.

          ذات يوم ذهبت سلمى لزيارة جدها الذي يحبها كثيرًا. جلست سلمى حذو جدها المسن فتحدثا طويلاً، انتهزت سلمى الفرصة وحدّثت جدّها عن كلام أمها الغريب، ابتسم الجد ثم قال لحفيدته:

          - لقد فهمت كلامها، وسأحكي لك حكاية ستفهمين من خلالها كلام أمك.

          قالت سلمى:

          - هيا احك لي يا جدي.

          حكى الجد:

          - كان يا ما كان في قديم الزمان ثلاثة أصدقاء من الحيوانات، الأول يدعى قطقوط، وهو قط بني اللون له ذيل أسود وبقع صفراء في كامل جسمه، والثاني هَوْهَوْ وهو كلب ذو شعر كثيف أحمر وأذنين سوداوين، والثالث بطة ملونة بألوان قوس المطر، كان كل واحد منهم يحب الآخر إلى أن جاء يوم اختلفوا فيه عمن هو أشجع واحد فيهم، قالت البطة: أنا أجيد السباحة أفضل منكما، قاطعها القط قائلاً:

          أنا أجيد التسلق، نبح الكلب وقال: لي أنف يشم أبعد الأشياء. تشاجر الأصدقاء واختلفوا إلى أن جاءت بقرة سمينة وقالت: من سيساعدني في إنقاذ ابني الضائع. «إنها فرصة جيدة لإنقاذ العجل ومعرفة أشجعنا». صاح الأصدقاء في صوت واحد، وسلك كل واحد منهم طريقًا للبحث عن الصغير الضائع، كان الطريق الذي سلكه هَوْهَوْ هو الطريق الصحيح، فأنفه دلّه إلى بركة فيها شجرة فوقها العجل المفقود، حاول الكلب السباحة إلى الضفة الأخرى لكن دون جدوى، حينها نبح بأعلى صوته فوجد بطبوطة بجواره والقط قطقوط فسبحوا جميعًا فوق البطة إلى الضفة الأخرى وأنقذوا العجل بعد أن استعمل القط مهارته في التسلق. ومنذ ذلك اليوم أصبحوا يعرفون أن تكاتفهم هو سر نجاحهم.

          قالت سلمى في فرح: شكرًا على هذه الحكاية الممتعة.

          عادت البنت سلمى إلى منزلها بعد أن تعلّمت درسًا مهمًا.

قصة ورسم: أسماء الوشاني
تونس