طارق البحري... اخترع دواء وهو ليس طبيبًا!
طارق البحري... اخترع دواء وهو ليس طبيبًا!
إصابتي بالمرض دفعتني إلى الاجتهاد والبحث لإيجاد علاج شافٍ هل تعرفون - أصدقائي - «الثؤلول»؟ إنه مرض يسببه فيروس يعيش على جسم الإنسان، ويبدأ بالتكاثر مكونًا نتوءات جلدية لها ملمس خشن، وتعالج إما بالحرق أو باستعمال مواد كيميائية مما يترك آثارًا جانبية وسلبيات، كما أنها تسبب آلامًا كبيرة، وتتلف المناطق السليمة من الجلد عندما تتسرب إليها المادة. وفي يوم أصيب الدكتور طارق البحري أستاذ العلوم الكيميائية في جامعة الكويت، الذي خاض مجال الاختراعات منذ 1994، ولديه أكثر من 15 اختراعًا, بمرض الثؤلول في يده، وكان يخجل منه، ولم يكن هناك علاج حقيقي لهذا المرض، لذلك بدأ بدراسته وتحليله حتى توصل إلى معرفة نوع الفيروس الذي يسبب الثؤلول حيث يظهر في اليد أو القدم أو الوجه أو الرقبة والأماكن الحساسة، فسأله جمول عن قصته مع الثآليل: قال الدكتور طارق البحري: لم أحاول علاج هذا المرض لصعوبة طرق العلاج المعروفة، ولكن في فترة ما لاحظت أن هذه البقع بدأت تقل تدريجيًا، فبدأت أفكر في السبب، وهل هناك مواد قد أكون استخدمتها بالمصادفة هي السبب، فبدأت أجرّبها جميعًا، وقد كنت خلال هذه الفترة أصلح سيارتي، واستخدمت الديزل في غسيل يدي، فعاودت استخدامه، ولكنه فشل، وكررت استخدام صابون معين سبق أن استخدمته أيضًا، ولكنه لم يأت بنتيجة، وكررت المحاولات حتى توصلت إلى مادة حيوانية كنت استخدمتها ويتعرض لها الجميع في حياتهم اليومية ووجدت أنها سبب إزالة الثؤلول، وبدأت البحث في هذه المادة وتحليلها ومعرفة مكوناتها، وعملت على تطويرها ومعالجتها ببعض العمليات الكيميائية حتى أصبحت فعّالة في القضاء على فيروس الثؤلول. جمول: ما هذه المادة؟ - إنها مادة طبيعية مستخرجة من الحيوانات الرعوية وقمت بعلاجها كيميائيًا وتحويلها إلى مادة قابلة للدهان الموضعي يا جمول. جمول: هل جربت هذا العلاج شخصيًا؟ - نعم فأنا كنت أعاني من هذا المرض، وقبل أن أكشف عن العلاج جرّبته على نفسي أولاً، وبعد استخدامه أسبوعين أو ثلاثة، لاحظت أن الثؤلول يقل تدريجيًا حتى اختفى تمامًا، ولم يترك أي آثار وكأن الإصابة لم تكن، والأهم من ذلك أن المرض لم يعد مرة أخرى حتى الآن، وهذا لأن العلاج يقضي على الفيروس المسبب للمرض، كما جربته بعد ذلك على بعض أقربائي، وجاءت النتائج مماثلة. - تعتبر المرة الأولى بالنسبة إليَّ، وتم التحضير للمشاركة في هذا المعرض بطريقة ممتازة حتى أن إقبال المشاركين من الدول الأخرى على جناحنا لتصوير الاختراعات كان كبيرًا. واللافت للنظر أنني حصلت على الميدالية الفضية في المجال الطبي رغم أنني لست طبيبًا!
|