أبنائي الأعزاء

أبنائي الأعزاء
        

          شهر فبراير في الكويت هو شهرالحرية، ففيه تحررت البلاد من أخطر عدوان حصل على أراضيها في تاريخها المعاصر، وفيه رفع العلمُ الكويتي عاليًا وخفاقًا، وعادت الكرامة والعزة لكل مواطن كويتي وعربي، وقد لا يتذكر كثير من قراء هذه المجلة هذا اليوم، فقد مر على العدوان العراقي الغاشم على الكويت سبعة عشر عامًا كاملة، وبعض منهم لم يكن قد ولد بعد في هذا التاريخ، واستمرت الكويت تحت الاحتلال مدة سبعة أشهر إلى أن تحررت بفضل عزيمة أهلها، وبفضل مساعدة الأشقاء والأصدقاء في كل مكان، وقصة تحرير الكويت هي قصة ملحمية رائعة تتبعها العالم يومًا بيوم، وأصبحت تلك الدولة الصغيرة هي العنوان الأول في كل صحف العالم، وشاهد العالم كله في لحظة واحدة مواكب السلام وهي تدخل إلى أرضها محملة بأغصان الزيتون بعد أن انسحب منها آخر جندي عراقي من أتباع النظام السابق. والأطفال الذين شبوا الآن دون أن يروا هذا الحدث الكبير، عليهم أن يعرفوا أن الاحتفال بعيد الحرية ليس مجرد شعور بالفرح، ولكنه تجربة لمعرفة التاريخ، ومحاولة رؤية المستقبل، فالحرية تلك النعمة الغالية، التي وهبها لنا الله، لا نعرفها إلا حين نفقدها، وقد وعت الكويت هذا الدرس جيدًا، لذا فهي حريصة على حريتها وعلى حرية الآخرين، وتدرك أنه لن يسود التفاهم بين البشر إلا إذا كانوا أحرارًا وقادرين على التمييز بين الشر والخير، لقد خبرت الكويت شر العدوان، لذلك فهي تعرف جيدًا ما هو خير الحرية، وكل عام وأنتم بخير في ظل فبراير جديد.

 


 

سليمان العسكري   





صورة الغلاف