أدباء الغد

أدباء الغد
        

الجزرة العملاقة

          خلدت إلى فراشي واستسلمت للنوم، فرأيت أنني كنت مع أصدقائي نلعب ونمرح في جحر أرنب جميل، مشينا معًا في ذلك الجحر، وفي نهاية الطريق وجدنا ثلاجة رائعة، فتحناها فإذا بجزرة عملاقة تخرج منها وهي تحمل عصا لكي تضربنا بها. فهربنا منها وهي لاتزال تلحق بنا ونحن نصرخ طالبين النجدة، وأخيرًا تحولت إلى طفل شرير له ضحكة واسعة، لقد كان حلمًا مخيفًا، بل إنه كابوس سوف أذكره طيلة حياتي، وفجأة سمعت صوتًا يناديني.

          إنه صوت أمي وهي تقول: استيقظي، حان وقت المدرسة.

          وهكذا انتهى مسلسل أحلامي، والآن أصدقاء العربي الصغير، ألا تظنون أن حلمي يشبه «أليس في بلاد العجائب»؟!

          ولكنه في الحقيقة «سكينة في بلاد الأحلام»؟!

كتابة ورسم
سكينة بلحاج أمعمر
الجزائر

الجنود الطيبون

          في يوم من الأيام كان عيد ميلاد أحمد الولد الصغير، أحضرت أمه له دُبًا صغيرًا وأحضر له أبوه جنوداً خشبية. صارت الجنود جنوداً حقيقية في نصف الليل، استيقظ أحمد من نومه مستغربًا، قال أحمد ما هذا، ثم سأل أحمد من أنتم؟! قال رئيس الجنود: نحن الجنود الطيبون، سأل أحمد: هل تحاربون الناس وهل تحملون الأسلحة؟ أجابوا : لا نحن طيبون لا نحمل أسلحة ولا نؤذي الناس.

          ماذا تفعلون؟ قال الجنود: نحن نساعد الناس، قال أحمد: جارنا رجل مسن، لا يعرف كيف يزرع حديقته، هل يمكنكم أن تساعدوه؟ قالوا: نعم، لكن لا نريد أن يرانا أحد.

          قال لهم أحمد: لماذا لا نذهب في نصف الليل؟ أجابوا: لم لا، فلما استيقظ أحمد ذهب إلى جيرانه ووجد الحديقة جميلة، فلما رجع إلى غرفته وجد الجنود ليس لهم وجود في الغرفة، ومنذ ذلك الحين كان أحمد دائمًا يفكر فيهم.

فاطمة زياد الشلفان
الكويت