أبنائي الأعزاء

أبنائي الأعزاء

في سبتمبر / أيلول من كل عام تدق أجراس العام الدراسي الجديد، ويبدأ ملايين الطلاب في كل انحاء العالم في التدفق على مدارسهم، والمدرسة ليست فقط مكاناً لتلقي العلم والمعرفة، ولكنها مكان أيضاً لتكوين الصداقات التي تبقى وتتواصل إلى سنوات طويلة، وبعض من هذه الصداقات تتواصل حتى بعد انتهاء الدراسة والخروج إلى ميدان العمل، فالمدرسة لا تجعلنا فقط نفهم حقائق الكون والطبيعة، ولكنها تساعدنا على اكتشاف الناس الذين يجلسون بالقرب منا، وقد كتب مؤلف الخيال العلمي "ايزاك أسيموف" قصة يتخيل فيها أن المدارس لم يعد لها وجود، وأن التلميذ يصحو من نومه فلا يغادر بيته، ولكنه يبقى جالسا أمام الكومبيوتر حيث يظهر له المدرس ليلقنه الدرس ويناقشه فيه، وفي أول الامر كان الأطفال سعداء بهذا التطور لأنه يجنبهم الخروج إلى برد الصباح ومواجهة الزحام الذي يحدث بسبب التوجه إلى المدرسة في وقت واحد، ولكن سرعان ما أحس الجميع بالوحدة الشديدة، فمهما كانت شاشات العرض جذابة فهي لا تغني عن التفاعل الذي يحدث في الفصل ، تفاعل بين التلميذ والمدرس، وبين التلميذ وزميله، هذه العملية الاجتماعية ضرورية جداً حتى لا يشعر الإنسان بأنه وحده في هذا الكون، كما أن التنافس داخل الفصل يخلق حافزا آخر لدى الطالب حتى يجد ويتفوق ، إن أيام المدرسة هي دائماً أجمل الايام بالنسبة لنا، وهي أحبها إلى قلوبنا مهما بدا ان الخروج إليها قد يبدو متعباً، فهي تجربة في العمر لا يعوضها شيء، وتكوين الاصدقاء جزء مهم في مرحلة المدرسة والدراسة.

 


 

سليمان العسكري

 




صورة الغلاف