بيتنا الارض.. د. محمد المخزنجي

بيتنا الارض.. د. محمد المخزنجي

جبل يشتكي

وهل تشتكي الجبال؟ نعم تشتكي، عندما ينطق بلسانها من يحسون بها، ويكشفون إجرام من يعتدون عليها ويكذبون باسمها. وهاهو جبل عربي يشتكي. إنه جبل أبو غنيم الواقع في جنوب مدينة القدس السليبة. فالمحتلون الإسرائيليون ينتهجون سياسة خبيثة يضعون بموجبها أراضي الفلسطينيين تحت بند أنها مناطق خضراء ومحميات طبيعية. يضللون الناس ويخدعون أنصار البيئة والحفاظ على الحياة الفطرية. وبعد أن يشرب العالم كأس كذبتهم وينام يستيقظون هم. يحوِّلون الأرض التي سبق أن صادروها باسم حماية الطبيعة إلى مستعمرات يجلبون إليها مزيدًا من الإسرائيليين القادمين من شتى أنحاء العالم. وبذلك تضيق الأرض الفلسطينية على أصحابها الفلسطينيين بينما تتسع للغاصبين الإسرائيليين. وهذا ما حدث مع جبل «أبو غنيم». فقد صادرت سلطات الاحتلال الإسرائيلي أراضي الجبل التي يملكها فلسطينيون من بلدتي «بيت ساحور» و«أم طوبا» بادعاء حمايتها كمناطق خضراء للحفاظ على البيئة الطبيعية. وبعد مرور قليل من الوقت الكافي للنسيان في عالم صارت ذاكرته ضعيفة .. قامت إسرائيل باقتلاع أشجار الزيتون وأشجار اللوز التي زرعها الفلسطينيون في أراضيهم بالجبل. ثم أقامت حيًا استيطانيًا ليسكنه خمسة وأربعون ألفًا من المستعمرين الإسرائيليين. وكأن العالم أعمى وأبكم وأصم.. لايرى ولا يسمع ولا يتكلم . فكونوا أنتم أيها العرب الصغار من ينطق بلسان الجبل لعل العالم يسمع وينطق بالحق وبالحقيقة .

ونتمنى أن تكون أيها العربي الصغير ممن يحسون بالطبيعة بصدق.

 


 

محمد المخزنجي