فروسية فارس

فروسية فارس

كرة القدم، السباحة، الكاراتيه، والرسم، هوايات متعددة شغل بها فارس وأصدقاؤه أوقات فراغهم. إلا أنهم قرروا بعد انتهاء العام الدراسي التعرف على إحدى الهوايات الجديدة وممارستها في العطلة. حيث اشترط الجميع أن تكون في فضاء واسع وبعيدة عن أجواء المنزل، وتثير بينهم التحدي.

وفي أحد الأيام رغب فارس بتعلم رياضة الفروسية، ليس لكون اسمه فارس ولكن بعد قراءته لإعلان نشر في إحدى الصحف يقول :

« تعرف على الخيول... وكن فارسا ... مع بدء العطلة... واستمتع بركوب الخيل بإشراف مدربين محترفين بمركز فرسان الكويت».

بسرعة هاتف فارس أصدقاءه الذين أحبوا تعلم رياضة الفروسية، تلك الهواية التي لم يمارسها أحد منهم من قبل، وتوجهوا لزيارة مركز الفرسان للتعرف على مايقدمه من دورات تدريبية لتعلم ركوب الخيل.

هواة جدد للفروسية

عند صهيل الخيل وأصوات حوافرها، توقف فارس وأصدقاؤه بمركز فرسان الكويت، حيث استقبلهم أحد المدربين واصطحبهم في جولة تعريفية على هواية الفروسية. والتي تعتمد أساسًا على الحصان والفارس.

هناك دُهش الأصدقاء حين رأوا هواة صغارًا يمتطون الجياد بمهارة وتمكن، فبادر أحدهم المدرب بالسؤال: أليس هؤلاء الهواة صغارًا على ممارسة الفروسية؟

أجاب قائلاً: يمكن للطفل أن يمارس الفروسية في سن السادسة، ولكن قبل ذلك عليه أن يتقرب من الحصان ويألفه، من خلال درس تعارف نقدمه للصغار المبتدئين، حيث يقفون إلى جانب الخيول ويلمسونها بأيديهم، حتى أن بعضهم يقدم لها بعضًا من أطعمتها المفضلة مثل الجزر والسكر.

رعاية الخيول في الاسطبل

وبعيدًا عن حلبة التدريب، أخذ المدرب الأصدقاءَ إلى أسطبل الخيول, وهو مكان تفرش أرضيته بالقش أو التبن، تحظى فيه الخيل بكل وسائل الراحة، وهناك عرف المدرب الهواة الجدد على بعض عمليات التنظيف الخاصة بالخيول . ومنها:

- التيمار: يقصد بها غسل الحصان وتنظيفه بالماء والفرشاة لتفكيك العرق المتجمد وإزالة الأتربة اللاصقة بشعره وجلده . كما يمشط شعر الخيل ويحرص على تقصيره مرتين في العام، مرة في الربيع وأخرى في الخريف.

- الحدو : أي تنعيل الجواد وإلباس حافره قطعة حديدية تناسبه بالشكل والثقل والمقاس . وحدوة الجواد تشابه حذاء الإنسان حيث تحمي قدمه من الرمل والحصى.

- المراوغة : وهي رياضة الأحصنة الضرورية، وتكون في مكان يسع جسده ممددًا حيث يتقلب بها.

إذن الحصان كالإنسان يحتاج إلى التنظيف والوقاية والرياضة أيضا.

بعد هذه المعلومات، اشتعل الحماس لدى الأصدقاء لتعلم الفروسية، وطلبوا من المدرب أن يأخذهم في درس عملي لركوب الأحصنة، وهنا نبّه المدرب الفرسان الجدد بأن امتطاء الخيل لايكون إلا بشد السرج على ظهر الجواد، واعتلاء الخوذة رأس الفارس.

وعلق أحد الأصدقاء قائلا : يبدو أن للخيول أيضا استعدادات تسبق امتطاءها؟

أجابه قائلا: بالضبط، فلا يمكن للفارس أن يركب جواده دون السرج، وهو جلد محشو يوضع على ظهر الجواد ويجلس عليه الفارس ممسكًا بعناني اللجام وهما قطعتان طويلتان من الجلد مرتبطتان بالحديد الذي يوضع بفم الجواد من الجهتين، ويمسك بهما الفارس ليتحكم بجواده.

على صهوة الحصان حلّق بأمان

استعد فارس وأصدقاؤه لدرس الفروسية العملي، واقتاد كل منهم جواده، ممسكًا بلجامها لامتطائه، بعد أن أنصتوا لتعليمات المدرب الأساسية لركوب الخيل. مذكّرًا كلا منهم بالتالي:

1- ضع قدمك اليسرى على الركاب الأيسر، واتكئ عليه لتجلس على ظهر الجواد، ثم ضع قدمك اليمنى على الركاب الأيمن.

2- اقبض بيديك على عناني اللجام من الداخل بشكل متقارب ومرتفع عن السرج، والساقان قابضتان على جسم الحصان وكعباهما للأسفل.

3- إن أردت أن تسير بالجواد للأمام فاضغط جنبي الجواد بساقيك، وادفع بظهرك قليلاً إلى الخلف وارخ العنانين من يديك.

4- وليس عليك إلا أن تشد عناني الجواد للخلف إذا أردت التوقف.

5- إذا أردت النزول، فما عليك إلا أن تخلع ركاب رجلك اليمنى، وتمررها فوق الجواد ممسكا بالسرج، وتهبط على الأرض بقدمك اليسرى بعد أن تسحبها من الركاب الأيسر وتدور بجسدك كله إلى الجهة اليسرى للحصان.

ويبدو أن امتطاء الجياد استهوى فارس وأصدقاءه، الذين توالت زياراتهم للمركز لتعلم الفروسية حتى اتقنوها وأصبحت هوايتهم المفضلة.

 


 

هذايل الحوقل