أبنائي الأعزاء

أبنائي الأعزاء

في الحادي والعشرين من هذا الشهر, عندما يتحول الشتاء البارد, إلى ربيع وارف, تحل علينا مناسبة مهمة, وقفة نقفها, وكلمة نقولها, للإنسانة التي أفنت حياتها من أجلنا: (شكرا يا أمي), ما أبسط هذه الكلمات وما أعظم قيمتها للأم التي تعودت أن تعطي دائمًا, دون أن تنتظر أي مقابل, حتى ولو كانت مجرد كلمات, وإذا كانت الطبيعة من حولنا حافلة بالمعجزات فإن الأم هي معجزتها الكبرى, فقد وضع الله بين يديها سر بقاء الحياة واستمرارها, ولم يكن غريبًا أن يضع الجنة بعد ذلك تحت قدميها, ولا يمكن أن نجيد وصف الدور الذي تلعبه الأم في حياة كل منا, ولا كيف استطاعت أن تحملنا في بطنها تسعة أشهر كاملة, تصور لو أنك ظللت حاملاً حقيبتك المدرسية طوال هذه الشهور ليلاً ونهارًا, ماذا كان سيحدث لك?

ثم تأتي بعد ذلك سنوات الرضاعة والفطام, وتعود لتحملك مرة أخرى على كتفها, وتأخذك في أحضانها, تحرص على أن تأخذ كفايتك من الطعام, وما تحتاج إليه من نوم, وتظل ساهرة بجانبك حتى تستيقظ, ترعى أولى خطواتك, وتسمع أولى كلماتك, وتستجيب لأدق طلباتك, وتجعل ذلك العالم من حولك مكانًا يستحق العيش فيه, أي معجزة يتمناها المرء أكثر من ذلك, وأي مكافأة يمكن أن توازي هذا العطاء.

إن عيد الشكر للأمهات يجب أن يستمر على مدى العام, على الرغم من أن صاحبته لا تنتظر شكرًا, فرحمك الله يا أمي, وأسكنك فسيح جناته, والشكر موصول لكل الأمهات اللواتي مازلن يواصلن دورهن في صنع الحياة.

 


 

سليمان العسكري





صورة الغلاف